حصد قسم التبادلات البرامجية والإخبارية بالإذاعة الجزائرية، مؤخرا، في المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون في دورته الـ 19 جائزة استثنائية، وقبلها ولأعوام متتالية جوائز أخرى مشرفة.
فعن هذه التتويجات ومهمة قسم التبادلات الإخبارية والبرامجية وأمور أخرى، تحدث منسق الإذاعة الجزائرية لتبادل البرامج والأخبار لـ “الموعد اليومي” في هذا الحوار…
* ما هي مهمة قسم تبادل الأخبار والبرامج التابع للإذاعة الجزائرية؟
** قسم تبادل الأخبار والبرامج بالإذاعة الجزائرية مهمته تفعيل الندوات الحوارية للترويج بغرض التعريف بثقافتنا لدى الآخر، كذلك نقل الأحداث الإخبارية الكبرى تجري هنا في الجزائر و22 هيئة عربية عضوة في اتحاد الإذاعات العربية تقوم بنفس العمل الذي نقوم به نحن في الجزائر، كذلك عرض برامج في إطار المخزون البرامجي وهذا بصفة دورية كل ثلاثة أشهر، وكل 15 يوما يكون هناك عرض للمخزون البرامجي والبرامج السياسية والثقافية والاقتصادية تخضع للآنية حول قضايا الساعة.
كما أن التقارير الإخبارية التي هي عبارة عن فضاء أسبوعي لأهم الأحداث السياسية أو الاقتصادية والثقافية التي تنظم هنا في الجزائر عبر التراب الوطني، إضافة إلى مؤتمرين صوتيين في الأسبوع، الأول يقدم يوم الاثنين على الساعة التاسعة بتوقيت غرينيتش، حيث تقوم فيه كل الهيئات العربية العضوة في اتحاد الإذاعات العربية بعرض أخبار وبرامج الأسبوع، أما المؤتمر الثاني فيقدم يوم الخميس، حيث يعالج المواضيع التي استخدمت من طرف الهيئات العربية طيلة الأسبوع ومناقشتها محتوى ومضمونا.
* كيف يتم اختيار البرامج وتوزيعها عبر مختلف القنوات الإذاعية التابعة للإذاعة الجزائرية؟
** يتم اختيار البرامج والأخبار حسب الافتتاح الوطني للإذاعة الجزائرية أو بالنسبة للتلفزيون كذلك. وبعد الاستماع إلى تلك الأخبار والبرامج، هناك من تخضع للآنية، وهناك من هي قابلة للاستخدام في أي وقت باعتبارها مخزونا لبرامج وثائقية. أما عن توزيعها عبر مختلف القنوات الإذاعية، فيتم ذلك حسب خصوصية كل قناة، فهناك قناة رسمية وهناك قناة موضوعاتية وأخرى جهوية… بمعنى التوزيع يتم حسب الخصوصية ووفق الآنية. فالمهرجانات والقمة العربية تبث على المباشر ومن أي دولة عربية كانت.
* الهيئات العربية المنتمية لاتحاد إذاعات الدول العربية تعمل بإمكانيات كبيرة مقارنة بالجزائر، حدثنا باختصار عن هذا الجانب؟
** صحيح، فإن كل الدول العربية المنتمية للاتحاد تعمل بإمكانيات كبيرة، فمثلا السعودية لها مديرية إذاعة الساتل بها 200 عنصر بشري يشتغل كل حسب اختصاصه، وشبكة صوت العرب لمصر والشبكة العراقية لإذاعة السودان… ورغم أننا في الجزائر نعمل بإمكانيات بسيطة جدا، فإننا نحاول أن نواكب أو ننافس باقي الدول التي تعمل بإمكانيات راقية جدا، وخير دليل على ذلك أننا في الإذاعة الجزائرية توجنا بجائزة استثنائية وهي من أهم الجوائز التي يقرها اتحاد إذاعات الدول العربية وهي جائزة التبادلات الخاصة أي البرامجية والإخبارية. وقد استطعنا افتكاك هذه الجائزة من السعودية التي تحصلت عليها أكثر من مرة باعتبارها مديرية مهيكلة ومنظمة قائمة بحد ذاتها..
* على ذكر الجائزة التي حصدها قسم التبادلات البرامجية والإخبارية في المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون مؤخرا، فهي ليست الوحيدة بل سبقتها عدة تتويجات.. حدثنا عنها؟
** صحيح، إن قسم التبادلات الإخبارية والبرامجية الجزائري توج خلال السنوات الأخيرة بعدة جوائز مشرفة، فخلال 2013 تحصلنا على نفس الجائزة، وفي 2014 على الجائزة الثانية كأحسن إدارة تنسيق، وفي 2015 على الجائزة الثالثة كأحسن إدارة تنسيق أيضا، وفي 2017 حصدنا جائزتين، الأولى تمثلت في الجائزة الثالثة كأحسن دائرة تنسيق، والثانية الجائزة الاستثنائية في التبادلات البرامجية والإخبارية.
* هل كنت تنتظر التتويج في المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون في دورته الأخيرة؟
** بصراحة لم أكن أتوقع التتويج وكانت مفاجأة بالنسبة لي وهذا التتويج يعتبر مكسبا للإذاعة الجزائرية وافتخارا لي على المجهودات التي قمت بها خلال سنة كاملة، وكان الحصاد في آخر المطاف التتويج بهذه الجائزة المهمة إعلاميا وإقليميا ودوليا.
وأمنيتي أن يتم تنظيم وهيكلة هذا القسم وتطويره إلى مستوى مديرية التبادل الإخباري والبرامجي حتى يصبح منافسا لأكبر الدول إعلاميا لأنه كلما توفرت إمكانيات أكبر، كلما كان الأداء أحسن.
* على أي أساس تمنح هذه الجائزة؟
** تمنح الجائزة وفق 10 معايير وكل معيار بـ 10 نقاط، وبعملية حسابية يتم التتويج وتحديد المتوج بالجائزة.
* حدثنا عن المنظومة التي تعملون بها في قسم التبادلات الإخبارية والبرامحية وعن تطويرها؟
** أولا يعتبر نظام الاتصال لاتحاد إذاعات الدول العربية للتبادل متعدد الوسائط والخدمات عبر الأقمار الصناعية (PLUS_ MENOS) (المينوس – بلوس) من أحدث الأنظمة عالميا في مجال الإذاعة والتلفزيون. ويعتمد هذا النظام استخدام التقنيات الأحدث عالميا في مجالات الاتصال وفي غيرها من المجالات المرتبطة بالعمل الإذاعي والتلفزيوني.
هذا النظام الذي تم الإعلان عن انطلاقه بصفة رسمية مطلع سنة 2009 اشترك في تصميمه وانجازه كل من اتحاد إذاعات الدول العربية وشركة “WENTEC” البلجيكية وبمشاركة مؤسسة عرب سات، ونظرا للمزايا التكنولوجية العديدة والباهرة لهذا النظام، فقد أسند له المؤتمر الدولي للبث المنتظم بمدينة امستردام الهولندية خلال سنة 2009، جائزة (IBC) الإذاعي والتلفزيوني للابتكار وكذلك جائزة المحكمين لأكثر المشاريع تأثيرا خلال سنة 2009، وهي من أهم الجوائز عالميا في المجال الإذاعي والتلفزيوني، كما تحصل هذا النظام على جائزة مجلة كأفضل نظام مبتكر في عام 2010 وذلك خلال فعاليات معرض (DIgital studio) الكابسات بدبي. ويعتمد نظام الاتحاد للتبادل متعدد الوسائط والخدمات على الساتل (MENOS asbu) على شبكة في شكل نجمة (star Network) تتكون من محطة تحكم رئيسية (station hub) ومحطات طرفية (sit) متنوعة ثابتة ومتحركة صغيرة الحجم وزهيدة الكلفة تعمل بطريقة تفاعلية عبر الساتل.
ويهدف هذا النظام إلى توفير تبادل إذاعي وتلفزيوني على النطاقين الوطني والإقليمي داخل البلدان ومع بعضها البعض بجودة وكفاءة عاليتين وبطريقة سهلة وبكلفة اقتصادية منخفضة بدرجة كبيرة، بالمقارنة مع الوسائل المتوفرة حاليا للتبادل
ونحن نطمح من خلال هذه المنظومة إلى ترقية الإعلام الجزائري والانفتاح على العالم خاصة، والاتحاد مقبل على إدراج شبكة سحابية عالمية تدخل حيز التطبيق جانفي 2019.
إن شبكة الاتحاد العربي وانضمامها إلى الشبكة السحابية العالمية لديها سلة تبادل أخبارها وبرامجها، كل هيئة تعمل بغرض الانفتاح على الآخر ونعمل نحن أيضا على الترويج لثقافتنا وديننا واقتصادنا وسياستنا لدى الرأي العالمي، إلى جانب هذا سيكون استقبال منظومة متعددة الخدمات والوسائط وبتقنيات جديدة تخدم الهيئات العربية عالميا وتسمى (المينوس بلوس) وهي منظومة متعددة الطرائق والخدمات عبر الساتل بجودة عالية وموجودة الآن في المرحلة التجريبية إلى غاية 2019، حيث ستدخل حيز التطبيق الرسمي حسب ما يمليه ميثاق التبادلات في اتحاد إذاعات الدول العربية، وعليه أرى أنه من الضروري تنظيم وهيكلة قسم التبادلات الإخبارية والبرامجية للإذاعة الجزائرية وتطويره إلى مديرية تتفرع إلى دوائر وأقسام تقوم بعدة مهام واختصاصات مختلفة على سبيل المثال التبادل الإخباري من جهة، والبرامجي من جهة أخرى وإحصاءات للاستخدامات الشهرية وعملية انتقاء البرامج والأخبار وتسجيلها وتخزينها في إطار أرشفة وثائقية عالمية، وسيكون ذلك مكسبا للإذاعة الجزائرية، كذلك يسهل العمل اليومي والاستفادة القصوى مما يأتينا من أخبار وبرامج من الهيئات العربية وحتى الأورو- راديو لتغذية وتطعيم كل القنوات والإذاعات المحلية بالإذاعة الجزائرية التي تمتلك شبكة تقديرية للمينوس يجب استخدامها بالكيفية المطلوبة، وحين دعاني المدير العام للإذاعة الجزائرية الأستاذ شعبان لوناكل إلى مكتبه ليقدم لي تهانيه على تتويجي الأخير، استغليت الفرصة لأعلمه بالاحتياجات التي من خلالها ستعرف الإذاعة الجزائرية في المستقبل القريب مواكبة حقيقية للحداثة والعولمة في الميدان الإعلامي ومنافسة كبار الدول إعلاميا. وأبدى المدير العام للإذاعة الجزائرية موافقته على تنظيم وهيكلة هذا القسم وتطويره إلى مديرية في الأيام القليلة المقبلة، كما أقدم شكري الخالص لمدير القناة الأولى ونائب رئيس اللجنة الدائمة لاتحاد إذاعات الدول العربية الأستاذ محمد زبدة على تشجيعه المتواصل وتحفيزه لي على تقديم المزيد.