أكد وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، سيد علي زروقي، الإثنين، أن الجزائر تسير بثقة نحو تحقيق تحول رقمي فعلي، قائم على بنية تحتية متينة وشراكات استراتيجية بين مختلف القطاعات الوزارية، بما يعزز مكانة الشباب في الاقتصاد الرقمي ويوفر فرصا واسعة للابتكار والاستثمار.
وأوضح الوزير، في تصريحات هامش القمة، أن الجزائر أصبحت أول دولة إفريقية توفر تدفقا عاليا للإنترنت بسرعات تصل إلى 2.5 جيغابيت في ثانية، وهو إنجاز يحسب للدولة في مجال تحديث الشبكات وتعزيز استخدام الألياف البصرية. ولفت إلى أن جميع المدن الجزائرية باتت مربوطة بالشبكات الحديثة من الجيل الثاني إلى الجيل الخامس، ما يضع البلاد في موقع ريادي داخل القارة. وأشار زروقي إلى أن التحول الرقمي لا يقتصر على التكنولوجيا فحسب، بل يشمل أيضا تمكين الشباب وتأهيلهم من خلال ما يُعرف بمراكز المهارات الرقمية وبالتعاون مع وزارات التكوين المهني، التعليم العالي، واقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة. كما شدد الوزير، على أهمية تكامل التكوين البيداغوجي والعملي، قائلاً: ننتج سنويا ما يقارب 50 ألف خريج جامعي، 40 بالمئة منهم مهندسون، ولا بد من دمجهم في نسيج الابتكار الوطني من خلال تكوين ميداني وتقني مكمّل”. وفي إطار دعم الابتكار، أعلن زروقي عن إطلاق أربع حضانات تكنولوجية في كل من الجزائر العاصمة، وهران، عنابة وورقلة، كفضاءات مهيأة لاحتضان المشاريع الناشئة والشركات المبتكرة وربطها مباشرة بمراكز البحوث والمستثمرين. واعتبر الوزير أن تحقيق التحول الرقمي يتطلب تنسيقًا عابرًا للقطاعات، منوها بضرورة إشراك كل الفاعلين من أجل بناء منظومة متكاملة تشمل التعليم، التكوين، الاستثمار، والبنية التحتية. وختم زروقي بالتأكيد على أن الرؤية المستقبلية للقطاع تشمل أهدافًا قصيرة، متوسطة، وطويلة المدى، في سبيل تهيئة البيئة الرقمية الملائمة لجذب المواهب والمستثمرين، وتحسين حياة المواطن، وتسهيل حركية المسافرين داخليا ودوليا من خلال خدمات رقمية سلسة وآمنة.
إيمان عبروس