في خطوة استراتيجية تبرز التوجهات الطموحة للجزائر نحو تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز الاقتصاد الوطني، جاء مشروع “سفران فود” ليضع الجزائر في مصاف الدول الرائدة في مجال زراعة الزعفران، هذا المشروع، الذي أطلقته مجموعة من الباحثين الجزائريين في مركز البحث العلمي والتقني حول المناطق القاحلة بولاية بسكرة.
وحسب الباحثة بمركز البحث العلمي والتقني حول المناطق القاحلة لولاية بسكرة، وريدة بن ومان، فإنه يشكل المشروع تحولًا جذريًا في كيفية استغلال الموارد المحلية وتنميتها. ففي ظل الظروف المناخية القاسية للمناطق القاحلة، نجح الباحثون في تطوير تقنيات مبتكرة لزراعة الزعفران، وهو ما أثمر عن نتائج فاقت المعايير العالمية في هذا المجال. ويتميز مشروع “سفران فود” باستخدام أحدث الأساليب العلمية والتكنولوجية في الزراعة، ما يساهم في تحسين إنتاجية الزعفران وتقليل التكاليف المرتبطة بالزراعة التقليدية. إلى جانب نجاحات الزعفران، يعمل الباحثون الجزائريون على تطوير مشاريع أخرى مبتكرة، مثل مشروع إنتاج أعلاف لتسمين الخرفان باستخدام مخلفات التمور. هذه المشاريع ليست مجرد محاولات لتحسين الإنتاج الزراعي، بل تمثل نموذجًا يحتذى به في كيفية استغلال الموارد المحلية بشكل مستدام. ومن خلال هذه المشاريع، يسعى العلماء إلى تحقيق التنمية المستدامة، مع تعزيز الأمن الغذائي وتقوية الاقتصاد الوطني، في وقت تتزايد فيه التحديات الاقتصادية العالمية. إن هذه المبادرات، تمثل خطوة هامة نحو تحقيق رؤية الجزائر لمستقبل اقتصادي متنوع ومستدام، حيث تلتقي العلوم والتكنولوجيا مع الموارد الطبيعية لتحقيق نتائج مبهرة.
سامي سعد