زخرف الحياة الدنيا

زخرف الحياة الدنيا

في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تحذر العباد من زخرف الحياة الدنيا، وتحذرهم كذلك من الشيطان الذي يزين لهم هذه الحياة، ويصرفهم عما خُلقوا حقيقة لأجله، يقول سبحانه في هذا الصدد: “يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور” فاطر:5. فالمقصود من الآية الكريمة: تذكير الناس بيوم القيامة وما فيه من أهوال. وعدم الاغترار بملذات الدنيا، وشهواتها، ومطالبها، فتلهيهم عما خُلقوا لأجله. وتحذيرهم من إتباع خطوات الشيطان؛ فإنه لا يأمر إلا بالفحشاء والمنكر، ويُمَنِّي الناس الأماني الكاذبة، وأن وعد الله عباده بالبعث بعد الموت وحسابهم وجزائهم على أعمالهم وعدٌ حق لا يتخلف، فلا ينبغي أن ينخدعوا بالحياة الدنيا ويركنوا إلى زخرفها، ويعملوا لها، ويتركوا العمل للآخرة، فإن الدنيا إلى زوال وفناء، والناس تاركوها وراجعون إلى دار باقية، ولا يصح في ميزان الشرع أن تشغلهم هذه الحياة الدنيا عن أداء ما كلفهم سبحانه بأدائه من فرائض وتكاليف، ولا يصح وفق منطق العقل أن يخدعهم الشيطان ، فيقول لهم: تمتعوا بدنياكم من حلال ومن حرام، كما تحبون فإن الله غفور رحيم ، فكما أن سبحانه غفور رحيم، فهو كذلك عزيز ذو انتقام، فكيف لا يغضب ممن غفل عن مرضاته، وأصر على عصيانه، وهو مغمور بنعمه، ويعلم أن بطشه شديد، وهذه الآية الكريمة كقوله سبحانه في آية أخر: “يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور” لقمان:33. وكقول المؤمنين للمنافقين يوم القيامة حين يُضْرَب “بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور” الحديد:13-14.