في أجواء احتفالية وطنية، اجتمع فنانو الجزائر وضيوف الشرف بالقاعة البيضاوية ليشهدوا إطلاق العمل الفني المرتقب “روح الجزائر”، الذي يُعتبر أحد أضخم المشاريع الفنية منذ الاستقلال.
تأتي هذه الملحمة، استجابة لتوجيهات رئيس الجمهورية، الذي يُولي أهمية بالغة للحفاظ على الذاكرة الوطنية وتجسيد التاريخ الغني والمجيد للبلاد عبر مختلف حقبه. وتعتبر وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، رائدة في استخدام الفن كأداة لنقل رسالة الشهداء وقيم ثورة نوفمبر، حيث اعتمدت على الصور، والغناء، والكوريغرافيا. “روح الجزائر” هو جزء من سلسلة أعمال فنية تاريخية بدأت منذ عام 2022، ومن أبرزها “ألف شهيد” و”قبلة الأحرار”، التي أبدع فيها المخرج الجزائري أحمد رزاق. تهدف هذه الأعمال إلى إبراز الدور الحضاري والإنساني للجزائر عبر العصور. لا يُعدّ “روح الجزائر” مجرد عرض فني، بل هو تجسيد لعبقرية الإنسان الجزائري في صناعة التاريخ، من خلال نصوص كتبها أدباء وشعراء بارزون، يُسلط العمل الضوء على الجوانب الحضارية والإنسانية للتاريخ الجزائري. ويمتد العرض من العهد النوميدي، مرورًا بالعهد الإسلامي، وصولًا إلى الثورة التحريرية، ليعكس مراحل مهمة من تاريخ الجزائر، بما في ذلك الاحتلال الفرنسي والمقاومات الشعبية والسياسية التي أدت إلى الاستقلال. وسيتضمن العرض، مشاهد قوية تجسد الثورة التحريرية وما تلاها، مع إبراز الدور البطولي للجيش الوطني الشعبي. كما سيُعزز الإنجازات المحققة في السنوات الأخيرة في إطار “الجزائر الجديدة”، إلى جانب تسليط الضوء على أصدقاء الجزائر الذين قدموا الدعم خلال الثورة التحريرية. ويمتاز هذا العمل بمشاركة واسعة من الفنانين الجزائريين والعرب، مما يعزز أبعاد الثورة التحريرية الإنسانية والحضارية. وسيُساهم نجوم السينما الجزائرية في إضفاء قيمة مضافة، إلى جانب مشاركة عدد كبير من المبدعين والمغنين والكوريغرافيين، مما يجعل “روح الجزائر” أضخم عمل فني يشهده الوطن منذ الاستقلال. كما سيتم توظيف التكنولوجيا الحديثة والتأثيرات البصرية والسمعية لإضفاء جمالية وإبهار على العرض، مما يجعله حدثًا تاريخيًا يبرز الإبداع الفني بأنامل جزائرية، معززة بمشاركة شرفية عربية. يعكس العرض في طياته الأبعاد الوطنية والإقليمية والدولية لثورة نوفمبر المجيدة. من المقرر أن يُعرض “روح الجزائر” في ليلة 30 أكتوبر 2024، قبل أيام قليلة من عيد الثورة. ويُمثل العمل، محطة فنية وتاريخية ستترك بصمة خالدة في المشهد الثقافي الجزائري، في تجسيد للذاكرة الوطنية وإحياءً لتضحيات الشهداء.
محمد بوسلامة