تصعيد جديد في العلاقات الجزائرية-الفرنسية

روتايو يؤجج التوتر مع الجزائر بتصريحات معادية وتحركات تصعيدية

روتايو يؤجج التوتر مع الجزائر بتصريحات معادية وتحركات تصعيدية

عاد وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، لإثارة الجدل مجددًا بتصريحات معادية تجاه الجزائر، دعا فيها إلى اتباع سياسة القوة والتشدد ردًا على توقيف الكاتب بوعلام صنصال.

وبينما تتزايد الدعوات في البلدين لتغليب لغة الحوار واحتواء الأزمة، واصل روتايو خطابه التصعيدي، معبرًا عن تضامنه مع رئيس بلدية بيزي، الذي يواجه محاكمة بعد اليوم الثلاثاء، بسبب رفضه عقد قران بين مواطنة فرنسية ومهاجر جزائري.

 

ازدواجية في المواقف ودفاع عن التطرف

وفي الوقت الذي تجاهل فيه التصريحات التحريضية التي أطلقها لويس ساركوزي ضد السفارة الجزائرية، أبدى روتايو اعتراضه الشديد على محاكمة رئيس بلدية بيزي، روبرت مينارد، الذي رفض عام 2023 إتمام زواج مختلط بين جزائري وفرنسية. واعتبر روتايو، أن السماح للمهاجر الجزائري بتسوية وضعه والزواج “أمر غير مقبول”، رغم قانونيته، مشيرًا إلى أن الشخص المعني “محل أمر إداري بالمغادرة ومعروف لدى الشرطة بسجل سيئ”.

 

انتقاد القضاء الفرنسي والمطالبة بتشديد القوانين

كما أعرب روتايو، عن استيائه من القضاء الفرنسي لقبوله الدعوى ضد رئيس بلدية بيزي، وصرّح مستنكرًا: “كيف يمكن محاكمة مسؤول يسعى لحفظ النظام العام، بينما يبقى شخص دخل فرنسا بطريقة غير شرعية بمنأى عن المحاسبة؟”. ولم يكتفِ بذلك، بل كشف عن نية الحكومة تقديم مشروع قانون جديد أمام مجلس الشيوخ، يهدف إلى منع زواج الفرنسيين من مهاجرين غير شرعيين، في خطوة تعكس اتجاهاً نحو تشديد السياسات المتعلقة بالهجرة، وتؤكد توجه روتايو نحو خطاب يميني متطرف يتماشى مع سياسات التشدد ضد المهاجرين.

 

“صنصال رمز للقيم الفرنسية” وفق روتايو

كما لم يفوت روتايو الفرصة لتوجيه انتقاداته إلى الجزائر، معبرًا عن “أسفه” لعدم وجود ردود فعل قوية من فرنسا إزاء اعتقال بوعلام صنصال. واعتبر أن “صنصال ليس مجرد كاتب، بل هو مدافع عن الفرانكوفونية والقيم الفرنسية”، متسائلًا عن “الإجراءات التي يجب اتخاذها لحماية من يمثلون هذه القيم”، في إشارة ضمنية إلى تصعيد محتمل ضد الجزائر.

 

تصعيد دبلوماسي وتهديد بمراجعة الاتفاقيات

وفي تصعيد جديد، شدد روتايو على ضرورة “إعادة النظر في العلاقات مع الجزائر لتحقيق نتائج ملموسة”، مقترحًا “علاقة قوة” للتأثير على الجزائر، خصوصًا فيما يتعلق بقضية صنصال. كما أعاد الحديث عن مراجعة اتفاقية الهجرة لعام 1968، واتفاقية عام 2007 الخاصة بتنقل الدبلوماسيين الجزائريين، إلى جانب إعادة النظر في ملفات أخرى، في مؤشر على احتمال تصعيد دبلوماسي قادم بين البلدين.

 

هل يتجه التوتر نحو مزيد من التعقيد؟

كما تعكس تصريحات روتايو، توجها نحو التصعيد بدل التهدئة، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى تفاهم دبلوماسي بين الجزائر وباريس.

إيمان عبروس