صدر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب “الولي في المعتقد الشعبي”، تأليف الباحث حامد أنور، عن سلسلة الثقافة الشعبية.
وركز الكاتب في هذا المؤلف عن الجزائر وقال في حديث لجريدة الدستور المصرية:
“في الجزائر تتركز معظم مقامات الصالحين والأضرحة التي تحظى بزيارات عديدة ومكثفة ، فلكل قرية أو بلدة أو مدينة ولِيها، يقام على ضريحه مقام أو قبة يزوره الناس، وتختلف شهرة هذه المقامات وهؤلاء الأولياء وتتفاوت بقدر الأساطير التي نسجت حولها، وتبعا لذلك ذاع صيت بعضها وتجاوز حدود القرية أو الجهة التي ينتمي إليها، حتى أصبح رمزا معروفا في كل البلاد كما هو الشأن بالنسبة لسيدي عبد الرحمن الثعالبي، موضوع هذه الدراسة.
وتابع شارحا “يعد مسجد وضريح سيدي عبد الرحمن الثعالبي من أهم المعالم الدينية والروحانية في مدينة الجزائر العاصمة، تأتيه الوفود والمريدون من داخل الجزائر وخارجها، كل حسب تصوراته ومعتقداته ودوافعه وحاجاته، فهو العالم والفقيه والولي الصالح فخر أئمة علماء الجزائر وصلحائها الأتقياء الورعين الأبرار، الإمام المجتهد الحجة، أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي الجعفري، نسبة إلى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، واحد من أهم الشخصيات وأبرزها في تاريخ منطقة المغرب العربي، ظلّ ذائع الصيت وملأ صيته المعمورة لما اشتهر به من علم ونضال، وقد وُلد الثعالبي سنة 786هـ/1385 ميلادية بناحية وادي يسر على نحو ست وثمانين كيلومترا بالجنوب الشرقي من عاصمة الجزائر، وهو موطن آبائه وأجداده الثعالبة، أبناء ثعلب بن علي، من عرب المعقل.
وتهدف الدراسة حسب الكاتب إلى فهم تصورات المريدين عن الولي، وهل تتشابه مع التصورات الشعبية الأخرى في أي مجتمع عن الأولياء؟ بالإضافة إلى فهم الأسباب النفسية والروحية والاجتماعية والثقافية لزيارة الضريح وإجراء الطقوس والممارسات، ومدى اقتراب أو ابتعاد هذه الممارسات والمعتقدات عن السياق الديني العام، وبذلك يتركز البحث حول عبد الرحمن الثعالبي كنموذج على الاعتقاد الشعبي في الولي حول محورين رئيسيين: الأول: هو رؤية المريدين للولي ومحاولة فهم الصورة المتجسدة والراسخة لذلك الولي في الوجدان الشعبي الجزائري (أفكارهم الباطنية) التي يستدل عليها بالمقابلات والحوار، الثاني: الممارسات الظاهرة التي تؤكد وتدل على المعتقد، والتي يلاحظها الباحث أثناء الاحتكاك المباشر بمجتمع البحث.
أما الفصل الثاني فقد تناول مجتمع البحث “منطقة القصبة بالجزائر العاصمة” من حيث: الخصائص الإيكولوجية لمنطقة الدراسة، والتركيبة السكانية في المنطقة، والنشاط الاقتصادي، ونمط الإقامة فيها، والملامح الثقافية العامة لها، والمناسبات الدينية في المنطقة، والولي محل الدراسة (خلفية تاريخية)، ووصف إثنوغرافي لموقع الولي وسط منطقة السكن، ووصف الضريح وطريقة بنائه والرسوم والنقوش الموجودة به.
ويواصل الكاتب قائلا: “في الفصل الثالث “الممارسات الشعبية المرتبطة بضريح سيدي عبد الرحمن الثعالبي بالجزائر” عنوانا له فقد قسمته إلى: الزيارة لضريح الولي – الهبات والنذور للولي
أولاً: الزيارة لضريح الولي، وتتضمن: الزائرين من حيث: مواعيد الزيارة وارتباطها بأوقات محددة خاصة بمولد الولي، والزيارات الجماعية، والزيارات الفردية، وزيارات الرجال والنساء والأطفال، والزيارات الداخلية (من داخل الجزائر)، والزيارات الخارجية (الوفود من خارج الجزائر)، وزيارات من غير المسلمين، وخلفيات الزائرين الثقافية والاجتماعية، كما يتناول الفصل طقوس الزيارة: من حيث ارتداء زي معين، والدخول على المقام وما يرتبط به من سلوكيات، وما يقال عند الزيارة، والأدعية والأذكار التي تقال، ومدة الزيارة، وأحوال الزائرين عند تواجدهم في فضاء المقام.
ب/ص