تجاهل القائمون على النقل في بلدية باب الزوار الواقعة شرق العاصمة الالتفات إلى أحيائها التي تعيش عزلة كبيرة بسبب قلة وسائل النقل لديها طوال أيام الأسبوع، تزداد وطأتها في العطل والمناسبات في مقابل التطور
الكبير الذي يعرفه مركزها الذي استفاد من كوكبة مشاريع في هذا الإطار خلال السنوات القليلة الأخيرة، ما جعل سكانها يخرجون عن صمتهم تنديدا بما اعتبروه إجحافا في حقهم كونهم يقطنون خارج مركز البلدية، داعين إلى الاستجابة لمطالبهم قبل تسجيل أي تصعيد.
تعاني عدة أحياء بباب الزوار الواقعة شرق العاصمة على غرار حي العقيد منصور من غياب النقل رغم النقلة النوعية في هذا المجال بالمنطقة والذي اقتصر على خطين إلى ثلاثة فقط دونا عن الخطوط الأخرى، ما عقّد على السكان والمقبلين على المنطقة حرية التنقل، خاصة وأن البلدية تتوفر على كثير من المرافق وتضم أحد أشهر الأسواق التي يقبل عليها الآلاف يوميا، معربين عن امتعاضهم لصعوبة اختراق أحيائها التي تكاد تنعدم فيها وسائل النقل المقتصرة فقط على الخطوط المعروفة، في حين يجابهون معاناة حقيقية في محاولة اتخاذ وجهات أخرى متهمين السلطات المحلية بإغفال هذا الجانب الذي لا يقل أهمية عن المتطلبات الأخرى، واعتبروا أن أغلب الأحياء ببلديتهم تعاني العزلة والتهميش، مؤكدين أن المشاريع التنموية لم تمتد إليهم واقتصرت على منطقة المركز، في حين تم الابقاء على الأجزاء الأخرى تصارع الركود والتأخر في مختلف مجالات الحياة، والذي يعد فيه النقل وسيلة من وسائل التخفيف عن هذا الوضع من خلال السعي إلى تلبية حاجياتهم وتأمين متطلباتهم خارج تجمعاتهم السكنية، وهو الأمر الذي أغفلت عنه البلدية التي أشاروا إليها بأصابع الاتهام.
وأبدى السكان آمالهم في تغير وضعهم نحو الأحسن وتطليق المعاناة التي طال أمدها دون أن يتحرك حيالها المسؤولون المطالبون بضرورة تحريك عجلة التنمية، مطالبين بضرورة فك العزلة عنهم وتغطية العجز في مجمل النقائص الموجودة خاصة في مجال النقل لاسيما في أوقات الذروة، حيث يضطر سكان المنطقة إلى النهوض باكرا من أجل الالتحاق بوجهاتهم المختلفة، موضحين أنهم ورغم الكثافة السكانية المرتفعة على مستوى المنطقة إلا أن عدد الحافلات الناشطة في الأحياء يعد على الأصابع، إذ ترتكز أغلبها في اتجاه بومعطي بالحراش، أما البقية فتنشط باتجاه ساحة أول ماي 2، لتستمر المعاناة رغم الشكاوى المتعددة التي وجهها هؤلاء السكان للسلطات المعنية، في مقدمتها مديرية النقل والمسؤولين المحليين، من أجل وضع حد لهذا النقص الفادح الذي تسبب لهم في متاعب يومية عديدة.
وصرح أحد سكان حي العقيد منصور أنه يضطر يوميا إلى الانتظار بموقف الحافلات لساعات طويلة في انتظار قدوم الحافلة التي تقله نحو وجهته، حيث يجد في الفترة الصباحية بالتحديد صعوبات كبيرة للتنقل نظرا لتزايد الطلب على تلك الحافلات، الأمر الذي يترتب عنه اكتظاظ وفوضى يؤديان في معظم الأحيان إلى نشوب شجارات.