رفقا بالقوارير

رفقا بالقوارير

لطالما شكت وبكت خشونته وعصبيته تلك اللامتناهية.. هذا عدا الشتم والسّب الذي كانت تتعرض له وتهديداته بالطلاق.. لتجلس ساعات طويلة منطوية، تبللّها الحسرة ويعصرها الألم.
يدخل هذه المرة للبيت قبل توقيته المعتاد وبيده كتاب..
تقدمت نحوه سائلة: ما هذا؟ أجابها: هدية من صديقي.
قرأت العنوان (رفقا بالقوارير) استغربت أمره، لكنها لم تهتم أكثر..
مضى عليه يومان وهو مقبل عليه بشراهة. يقلب صفحاته ويلتهم أسطره بنهم شديد..
في صباح اليوم الموالي يتقدم منها وبيده باقة ورد. قائلا: أنا آسف جدا.. سامحيني. وراح يقبل جبينها.. ثم تسلّلت دموعه لتؤكد صحة ما يقول.. حينها اعترتها هي فرحة بعثرت كل كيانها وأبقتها شاردة في مكانها..
أمّا هو فانطلق مسرعا باحثا عن صديقه ليبثه خبر مفعول كتابه.

سمير دعاس –سطيف-