أنا سيدة متزوجة وأم لثلاثة أولاد، حرصت على تلقين أولادي أسس التربية الصحيحة والنجاح في دراستهم، في البداية وفقت في هذه المهمة، لكن مؤخرا لاحظت أن سلوك ابني الذي يدرس في مرحلة الثانوي تغير كثيرا وأصبحت تصرفاته معي لا تطاق، صحيح أن ابني يمر بمرحلة المراهقة وفي هذه المرحلة تعتبر تصرفاته عادية، لكن في كثير من الأحيان يخالط رفقاء السوء وأشك أنه يتعاطى معهم المخدرات بحكم تصرفاته معي وأيضا مطالبته للمال مني بصورة دائمة، وإن رفضت إعطاءه المال يصرخ في وجهي ويهددني بقتل نفسه، فأضطر تفاديا لذلك أن أعطيه المال .
لا أخفي عليك سيدتي الفاضلة أنني كرهت من هذا الوضع ولم أجد من يقف معي ليعيد ابني إلى رشده ويبعده عن شلة أصدقائه السيئين، ولم أخبر زوجي بما يفعله ابننا خوفا عليه من تدهور صحته خاصة وأنه مصاب بعدة أمراض مزمنة كالسكري وضغط الدم.
وأنا اليوم حائرة في كيفية التصرف مع ابني وإعادته إلى رشده خاصة أنه مهمل لدراسته ويغيب كثيرا عن المدرسة لأنه يسهر مع رفقاء السوء بالهاتف وعندما أطلب منه أن ينام يصرخ في وجهي ويهددني برمي نفسه من شرفة العمارة، فأضطر هنا لأسكت كما قلت لك سابقا خوفا من تنفيذه لهذا التهديد وأيضا من أن يعرف والده ذلك.
مع إحاطتك علما سيدتي أن لي بنتين أكبر من أخيهما ليست لدي مشاكل معهما، لا يخرجان من البيت إلا في وقت الدراسة أو للضرورة ولا ترافقان الرفيقات السيئات.
لذا، لجأت إليك سيدتي لمساعدتي في إيجاد حل لإبني قبل فوات الأوان.
الحائرة: أم أمير من بئر توتة
الرد: المتمعن في قراءة محتوى مشكلتك يتضح له أنك مسؤولة عما وصل إليه ابنك من تهور وتصرفات غير أخلاقية معك وصلت إلى حد تهديده لك بقتل نفسه، خوفا من تنفيذه لهذه التهديدات تمدينه بالمال وتنفيذين كل ما يطلب منك، وهذا أكبر دليل على أنك السبب في استمرار ابنك في هذا الطريق، وواضح أيضا أنك تدللينه فوق اللزوم كونه الابن الوحيد لك وسط بنتين، فهناك العديد من الأمهات لما يكون لديها ابن وحيد وسط البنات تعطيه كل ما يريد، وإن امتنعت يثور في وجهها ويهددها بفعل مكروه في نفسه لكي ترضخ لتنفيذ أوامره وطلباته، كما يفعل معك ابنك لأنه يعرف نقطة ضعفك .
وعليه، لابد أن تكوني صارمة معه في بعض الجوانب كمده بالمال الكثير، ومخالطته لرفقاء السوء، ولا تمدينه بالمال كونك لا تملكينه وأيضا ما تملكينه تصرفينه في الضروريات.
ولا تضعفي أمامه وتظهرين خوفك الكبير عليه، لأن هذا الأمر يدفعه للتمادي عليك أكثر ويستمر في تصرفاته، وعليك أيضا ألا تخفي الأمر عن والده، فهذا الأخير أيضا له دوره في تربية ومتابعة أبنائه ولا يجب أن يتنصل من هذه المسؤولية بحجة إصابته بأمراض مزمنة، فالآباء سويا مسؤولون عن تربية أبنائهم ويحرصون عليهم في كل صغيرة وكبيرة تخص حياتهم.
نتمنى أن تصلي في المستقبل القريب إلى إبعاد ابنك عن رفقاء السوء وإعادته إلى رشده، وهذا ما نتمنى منك أن تزفيه لنا عن قريب.



