رغم قلة الدعم.. بشار تستضيف محتضني ديوانها

elmaouid

يختلف الباحثون حول جذور موسيقى الديوان الجزائرية، حيث يُرجعها البعض إلى القرن السابع الميلادي مع رحلات القوافل الآتية من جنوب الصحراء الإفريقية ومعها الرقيق، في السنغال ومالي وغينيا تحديداً، فأخذت

تسمياتها المختلفة ومنها الكناوة في المغرب والسطمبالي في تونس.

عمل الأفارقة “العبيد” في البيوت وحقول قصب السكر والحراسة، لكنهم اختلطوا أكثر بالحركات الصوفية في الجزائر قياساً ببقية بلدان المغرب العربي وتأثروا بطقوسها وأفكارها، وعبّروا عن حياتهم بالموسيقى التي عزفوها على الكنبري وهي آلة وترية وإيقاعية، تُصنع من صندوق خشبي مجوّف مستطيل الشكل بأبعاد محسوبة، ويغطّى بجلد الجمل أو البقر، بينما تُصنع أوتارها (ثلاثة أوتار فقط) من أحشاء الماعز، إضافة إلى البانغا وهو من أنواع الطبول.

وتعدّ بشار إحدى أهم حواضر هذا الفن خلال قرون مضت، والتي تحتضن منذ الاثنين فعاليات الدورة الحادية عشرة من “المهرجان الوطني الثقافي للموسيقى ورقص الديوان” والتي تتواصل لخمسة أيام.

وتواجه التظاهرة قلّة في الدعم منذ إقرار خطة التقشّف عام 2016، ما أدى إلى إقامتها مرة كلّ عامين بعد أن كانت تنظّم سنوياً، كما تمّ تقليص العروض والمحاضرات من أجل عدم تجاوز الميزانية التي باتت أقل من تسعين ألف دولار.

وفي الوقت نفسه، تغيب مبادرات توثيق موسيقى الديوان وقصائده التي تؤّدى بلهجة الهاوسة أو البامبرا، حيث العديد يرّددها اليوم من دون معرفة وفهم مفرداتها، كما تغيب الأبحاث والدراسات العلمية حول بدايات هذا الفن وتطوّره عبر العصور، ما يهّدده بالاندثار.

ويشارك في الدورة الحالية التي تحمل شعار “الفن من أجل العيش معاً”، فرق من مدن بشار وسيدي بلعباس وتلمسان ووهران وغرداية وتندوف ومعسكر، ومنها “أولاد الحاجة مغنية” و”السد” و”الصحراوية”، ويقام حفل للموسيقي قويدر بركان الذي يقدّم أنماطاً مختلفة من الراي والموسيقى الشعبية والأغنية الوهرانية، كما تعقد ندوة لتسليط الضوء على موسيقى ورقص الديوان من خلال مختلف المتغيرات لهذه التعابير الموسيقية والكوريغرافية.