الجزائر- كشف مصدر دبلوماسي جزائري، أن 80 بالمائة من المحادثات بين الجزائر وفرنسا خلال الأشهر العشرة الأخيرة تمحورت حول موضوع الحرب في مالي وضرورة مشاركة الجزائر في مكافحة الإرهاب في شمال
مالي.
وذكر الدبلوماسي، الذي فضل عدم ذكر اسمه، في تصريح لوكالة الأنباء التركية بأن “الرد الجزائري لم يتغير، ولن يتغير، وهو لن نرسل قوات جزائرية إلى خارج الحدود”.
وتابع: “كما طالبنا الأمريكيون بالمشاركة بقوات قتالية في عمليات مكافحة الإرهاب في النيجر، ومالي، واعتبروا أن الجيش الجزائري هو القوة العسكرية الأكثر قدرة على تحقيق نتائج في مجال مكافحة الإرهاب في الساحل، إلا أن القيادة السياسية أكدت أنها ملتزمة بالعقيدة الدفاعية للجيش الجزائري”.
وشهدت الأشهر الأخيرة من عام 2012 قبل التدخل العسكري الفرنسي في دولة مالي بداية 2013، اتصالات مكثفة وزيارات مسؤولين فرنسيين إلى الجزائر في إطار الضغط على الجزائر من أجل المشاركة في العملية العسكرية الفرنسية في مالي المسماة “سرفال”.
كما دعت السعودية عام 2016 الجزائر للمشاركة في القوة العربية المشتركة، إلا أن الجزائر- وكما قال وزير الخارجية السابق رمطان لعمامرة في تصريح للإذاعة الجزائرية في سبتمبر 2016- رفضت الدعوة السعودية، وتمسكت بالمبدأ نفسه القائل إن العقيدة الدفاعية للجزائر تمنعها من إرسال قوات للقتال خارج الحدود.
وأضاف لعمامرة أن “الجزائر لا ترى جدوى من المشاركة في أي قوة عسكرية عربية الآن، وعلينا قبل هذا حل الخلافات العربية العربية أولا، وتحقيق الإجماع”.
وتعرضت القيادة السياسية في الجزائر منذ عام 2011 لضغوط خارجية وحتى داخلية، من أجل الانخراط في حروب خارج الحدود الدولية للبلد، لكن السلطات تمسكت طوال هذه الفترة بتأكيد مبدأ العقيدة الدفاعية التي تمنع الجيش من الانخراط في حرب خارجية، وأن مهمة القوات المسلحة هي الدفاع عن الحدود، والحفاظ على أمن واستقرار البلد.
وتشير التقاليد العسكرية الجزائرية التي تظهر في بيانات الجيش، وخطب رئيس البلد -وهو قائد القوات المسلحة-، وقائد الجيش الجزائري الفريق أحمد ڤايد صالح، إلى أن الجيش سيواصل العمل بعقيدته الدفاعية والقتالية الثابتة القائمة على اعتبار الجيش الجزائري قوة سلم وأمن، وتركيز مهمته في الدفاع عن الحدود دون السماح للجيش بتنفيذ عمليات خارجية.
ففي كل بيانات الجيش وخطابات القيادة، يتم تأكيد “الجاهزية للدفاع عن الوطن في وجه المتربصين به”، وكذا أهمية التزام الجيش الجزائري بدوره التاريخي وهو الدفاع عن الأمة والشعب.