نظرا للنفوذ الغربي الكبير على منطقة الخليج العربي، فإن تغلغل جبهة التحرير في المنطقة اقتصر على الكويت والمملكة العربية السعودية التي أقامت بها جبهة التحرير الوطني مكتبا خارجيا بجدة في أفريل 1958 و ترأسه عباس بن الشيخ الحسين،إلى غاية 1960.
ومع بداية سنة 1959 شهدت العلاقات الجزائرية السعودية تحسنا و قد تجلى ذلك من خلال زيارة عباس فرحات للرياض في 06 مارس 1959، و لقائه بالسلطات السعودية التي رفعت من دعمها المالي إلى الهلال الأحمر الجزائري، حيث بلغ ثلاثين (30.000.000) مليون فرنك فرنسي.
أما على الصعيد الجماهيري فقد عبر الشعب السعودي عن تضامنه العميق مع شقيقه الجزائري من خلال حملات جمع الاعانات التي كان يشرف على تنظيمها مكتب جبهة التحرير بجدة في موسم الحج.
أما الكويت فيعود دعمها المتواصل ماديا للثورة الجزائرية إلى غنى هذه الدولة الصغيرة، رغم كونها كانت هي الأخرى على غرار بعض دول الخليج العربي تحت وطأة الاستعمار الإنجليزي بالدرجة الأولى لذلك كان من الصعب في ظل هذه الوضعية التوصل إلى نتيجة تصب لصالح الثورة الجزائرية، و هذا ما أكده أمير الكويت آنذاك عندما عبر عن تضامن حكومته و شعبه مع ثورة الشعب الجزائري مخاطبا الوفد الجزائري بما يلي:” نحن نشارككم في كفاحكم، فلا تهنوا و لا تحزنوا سيزداد مقدار إعانتنا على مقدار ما ستزداد مداخيلنا، و إنكم الواجدون عندنا بحول الله ما تحبون”.
كما سمحت دولة الكويت بتأسيس لجنة الجزائر المكلفة بتنظيم الأسبوع الخاص بمساندة و دعم الثورة الجزائرية المباركة.
و قد ظهر الدعم المعنوي الكويتي للثورة الجزائرية في ميادين عدة و تعود بالدرجة الأولى إلى الاهتمام الكبير الذي أولته الحكومة الكويتية للقضية الجزائرية و ثورة الشعب الجزائري، و ما أكد هذا الاهتمام المتزايد هو الحفاوة التي كانت تتلقاها الوفود الجزائرية عند كل زيارة للكويت و منها الزيارة التي قام بها الوفد الجزائري في 26 أفريل 1959، و التي ميزتها الأسئلة الشاملة التي طرحها أمير الكويت على أعضاء الوفد الجزائري، و خصت بالدرجة الأولى الأوضاع التي آلت، إليها الجزائر في ظل السياسة الاستعمارية الفرنسية و كان الأمل يحذوه في استرجاع الشعب الجزائري لاستقلاله.
و من جهة ثانية، فإن السلطات الكويتية سمحت بتخصيص ساعات في إذاعتها الوطنية للثورة الجزائرية و كانت بقدر ثلاث ساعات أسبوعيا مما سمح لشرائح واسعة من سكان الخليج العربي، يتعرفون عن القضية الجزائرية و أن هناك شعب عربي في منطقة المغرب العربي يعاني ويلات الاستعمار الفرنسي هو الشعب الجزائري، كما قامت دولة الكويت بتنظيم العديد من المهرجانات الشعبية الواسعة النطاق ، و هي المناسبة التي استحوذت على قدر كبير من اهتمامات وسائل الإعلام المسموعة و المكتوبة، و قد شجعت السلطات الكويتية فرع الاتحاد العام لطلبة المسلم الجزائريين بالكويت على المشاركة في المؤتمر القومي الرابع المنعقد بير الباي في 31 جويلية 1960.