رغم المنحى التصاعدي لضحايا الوباء, النقل الحضري.. تراخٍ وتهاون في تطبيق إجراءات الوقاية من كورونا

رغم المنحى التصاعدي لضحايا الوباء, النقل الحضري.. تراخٍ وتهاون في تطبيق إجراءات الوقاية من كورونا

حررت مصالح الأمن الوطني، خلال النصف الثاني فقط من شهر أكتوبر الماضي، نحو 37 ألف و 914 غرامة بسبب مخالفات لتدابير الوقاية من فيروس كورونا الذي يشهد ارتفاعا لافتا خلال هذه الأيام.ويصطدم المتنقل عبر محطات نقل المسافرين بوسط العاصمة، بحالة التراخي والتهاون في تطبيق الإجراءات الوقائية من الفيروس من قبل بعض سائقي الحافلات الخواص والمسافرين على حد سواء.

فرغم المنحى التصاعدي لعدد الحالات المصابة بفيروس “كورونا”، التي جعلت مديريات الصحة تدق ناقوس الخطر وترفع من عدد الأسرّة وتضاعف من غرف الإنعاش تحسبا لأي طارئ، وتدعو المواطنين إلى ضرورة التقيد بالتدابير الاحترازية من الجائحة، إلا أن العديد منهم لم يعر ذلك أي اهتمام، حيث أصبح التراخي يسجل عبر جل المرافق الخدماتية، لا سيما ما تعلق بمحلات بيع المواد الغذائية وحتى  المختصة في الألبسة التي لا تفرض عليهم ارتداء الكمامات أو منع قياس الملابس.

ونفس الأمر بالنسبة للمطاعم والمقاهي التي تضج بدورها بالزبائن الذين لا يمتثل الكثير منهم للتدابير الوقائية خاصة ما تعلق بالتباعد الجسدي والتعقيم الدوري الذي يعتبر جد ضروري من أجل تفادي العدوى وكذا بالساحات والأماكن العمومية .

وما تجدر الإشارة إليه هو أن هذه الأمور التي تعتبر مخالفة لقرارات الوزارة الأولى  التي وجهتها خلال الأشهر المنصرمة ومؤخرا أيضا، والتي دعت فيها المعنيين بهذه الخدمات إلى ضرورة الالتزام بالوقاية والسهر على تطبيقها حتى لا تذهب الجهود التي تم بذلها لمحاربة الوباء سُدى، أضحت لا تؤخذ بعين الاعتبار بسبب التهاون

والاستهتار في تنفيذها حتى بالأحياء السكنية التي تغيب بها عمليات التعقيم بعدما كانت تنظم دوريا في السابق من قبل البلديات ومن قبل مديرية البيئة، هذا ناهيك عن وسائل النقل وبالأخص حافلات النقل الحضري التي أصبحت تشكل خطرا في ظل انعدام  الإجراءات الاحترازية، فلا تغليف للكراسي ولا تعقيم بعد كل رحلة ولا يُلزم أصحابها الركاب بارتداء الكمامات والحفاظ على التباعد الجسدي، إضافة إلى تركهم عدة نوافذ مغلقة.

ونفس المشكل تعرفه أيضا عربات الترامواي التي كانت تعتبر مثالا للوقاية والنظام سابقا، وأصبحت حاليا لا تحرص على تطبيق تدابير الوقاية تماما، فبعدما قلصت عدد الركاب بنسبة 50 بالمائة احتراما للتباعد الجسدي، أصبحت تمتلئ على أكملها لدرجة  التصاق الشخص بالآخر وأصبحت  الملصقات التي وضعتها على الأرضية وفي المقاعد لا قيمة لها، نتيجة غياب الرقابة من قبل أعوانها والتي جعلت العديد من الزبائن  الذين يفضلون التنقل عبر هذه الوسيلة يتذمرون من هذا التراخي وحتى من بعض الزبائن الذين يجلسون بالقرب منهم دون أقنعة واقية، مع العلم بأن ذات الانشغال يطرح حتى بسيارات الأجرة التي يتجاهل الكثير من سائقيها التعليمات التي تم إقرارها سالفا.

فهذا الاستهتار جعل الكثير من المواطنين يدعون إلى الصرامة في ردع المخالفين الذين أضحوا يشكلون خطرا على الصحة العمومية.

لمياء بن دعاس