عقّدت الأمطار الأخيرة المتهاطلة مشكل النفايات المنتشرة على مستوى بلدية برج الكيفان شرق العاصمة، الذي بقي يفرض نفسه كأحد النقاط السوداء في بلدية تحظى بكثير من مقومات الجمال، غير أنها عجزت عن السيطرة على هذا المشكل الذي جعلته السلطات الولائية أولوية من الأولويات، خاصة بعد إقحامه ضمن أهم المحاور التي تضمنتها توصيات الوزارة الأولى في اجتماعها مع الولاة قبل مدة.
لم تترك الأمطار المتهاطلة على مدار أسبوع زاوية ولا ركن في بلدية برج الكيفان إلا وأخرجت ما يكتنزه من النفايات عبر الطرقات التي ما يزال أغلبها دون تهيئة ولا تعبيد، ليتحول المنظر العام إلى صورة تشمئز لها الأنفس التي لطالما طالبت بإيجاد حل للتخلص من النفايات التي لم تعد تستوعبها الحاويات، وإجبار المواطنين على التقيد بأوقات إلقاء النفايات وتحسيسهم بضرورة الامتثال للسلوكيات المتحضرة، خاصة وأن أغلب أحيائها أضحت حاليا تغرق في القاذورات.
وحسب عدد من المواطنين، فإن هذه الظاهرة تشكو منها المنطقة منذ فترة طويلة، محذرين من الانتشار الرهيب لها، الأمر الذي أزّم الوضع خاصة مع تهاطل الأمطار أو الارتفاع الرهيب في درجات الحرارة في فصل الصيف، حيث طالبوا أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة، السلطات المحلية بالالتفات إليهم في أقرب الآجال لإنقاذهم من مشكل النفايات وانتشارها الذي لا يزال يصنع الحدث، بالرغم من الإمكانيات المسخرة لذلك والجهود المبذولة.
وأوضحوا أن معظم أحياء البلدية تعيش على وقع انتشار رهيب للنفايات وردوم البنايات التي رماها أصحابها بالطرقات غير مبالين بالحاويات أو المكان المخصص لذلك، غير بعيد عن ذلك وبالأحياء الأخرى اشتكى السكان من أن الحاويات الموجودة باتت لا تستوعب الكم الكبير للنفايات التي ترمى في أي وقت، حيث بات تحمّل المسؤولية ينقسم بين المؤسسة المسؤولة عن النظافة وبين تصرفات السكان غير المسؤولة، ليتطور الوضع وتتحول الأحياء إلى مفرغات ومصب للنفايات مهددة لا محالة بكارثة بيئية، ما دفع بالسكان إلى المطالبة بالالتفات لانشغالاتهم والتكفل بالوضع الراهن في أقرب الآجال.
وأعرب السكان عن شدة معاناتهم خاصة أثناء هطول الأمطار باعتبار أن القاذورات تسبح مع المياه التي تشكل وديانا صغيرة محولة حياة السكان إلى جحيم، إذ وبالرغم من الجمال الطبيعي الذي تتمتع به أحياء البلدية المستفيدة من الهواء المنعش القادم من السواحل، إلا أن الوضع العام يتناقض تماما مع هذه الامكانيات، داعين السلطات المحلية إلى ضرورة تشديد إجراءاتها ولم لا تطبيق الغرامات القانونية التي يفرضها القانون ويتم التساهل معها بسبب العقلية العامة التي تتجاهل مثل هذه الواجبات مناشدين ضرورة تفعيل عمل شرطة العمران لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.