أبدى المدرب جمال بلماضي، مؤخرا، رغبته في الرحيل عن المنتخب الوطني، وذلك بعد أيام قليلة من نجاحه في قيادة “الخضر” للفوز بمسابقة كأس أمم إفريقيا 2019 التي استضافتها مصر، وكانت مصادر مطلعة أكدت أن هذه الخطوة من مهندس نجاح “الخضر” في نسخة مصر 2019 كانت متوقعة في ظل المشاكل التنظيمية والإدارية التي عانى منها المنتخب خلال فترة التحضيرات للمسابقة القارية، والتي جعلت الأخير يعرب عن غضبه ويلوح بالاستقالة.
ويبدو الاتحاد الجزائري لكرة القدم مستعدا للاستجابة لجميع طلبات بلماضي رغبة منه في الحفاظ على المكاسب التي تحققت خلال الفترة الماضية، علما أن بلماضي يرغب في إحداث تغييرات على المستوى الإداري تطول أساسا مدير المنتخب حكيم مدان؛ بسبب ما يعتبره “فشلا ذريعا” لهذا الأخير على مستوى تنظيم استدعاء اللاعبين والحفاظ على أجواء مميزة في العمل.
وعانى المنتخب الوطني من جملة من الأزمات خلال فترة التحضيرات لـ”كان” 2019 بدءً من حادثة عطال وصولا لحادثة هاريس بلقبلة، ويرتبط بلماضي بعلاقة طيبة مع لاعبيه، وهو ما جعل هؤلاء يقدمون أفضل ما لديهم خلال منافسات أمم إفريقيا الأخيرة، ومن الواضح أن نجوم “الخضر” سيضغطون على مدربهم من أجل إقناعه بعدم الرحيل عنهم، خاصة أن مستواهم تأثر في فترة ماضية بسبب كثرة التغييرات التي حصلت على مستوى الجهاز الفني.
ويحسب لبلماضي نجاحه في إيجاد التشكيلة المناسبة بعيدا عن الحسابات الضيقة، التي لجأ إليها سابقوه عبر تهميش البعض منهم لمزدوجي الجنسية والبعض الآخر لخريجي الدوري المحلي، ولا تبدو الجماهير الجزائرية مستعدة لفقدان ما تعتبره “العصفور النادر” بعد فترة من التخبط فشل خلالها العديد من المدربين الوطنيين والأجانب في مهامهم على رأس المنتخب الوطني، ومنذ رحيل البوسني وحيد خاليلوزيتش، لم ينجح أي مدرب، باستثناء بلماضي، في كسب ود الجزائريين الذين يرفضون بأي شكل من الأشكال ابتعاد منتخبهم عن الأضواء.
وسيخوض جمال بلماضي تحديا جديدا خلال الفترة المقبلة يتمثل في قيادة “الخضر” للحفاظ على لقبه في نسخة الكاميرون 2021، ويعلم بأن نجاحه في هذه المهمة سيرفعه لمرتبة الأساطير في بلده، خاصة أن “الخضر” انتظروا في السابق 29 سنة من أجل تكرار الفوز بالمسابقة الأبرز في القارة الإفريقية.
أمين. ل