حوّل ضحايا عملية التلاعب بالسكنات على مستوى حي نهج 26 شارع الأمير خالد، ببولوغين، مطالبهم إلى وزير السكن والعمران والمدينة، طارق لعريبي، بعد التماطل الكبير في إنصافهم، أملا في أن يتخذ المسؤول الجديد قرارات حاسمة تعوضهم عن السنوات الخمس التي قضوها في رفع انشغالهم، ويأمر بترحيلهم، سيما مع الاعتراف بالظلم الكبير المسجل ضدهم والذي تورط فيه أعضاء بالمجلس الشعبي البلدي، رغم محاولات تكريس رواية جديدة لتغطية تجاوزاتهم تتمثل في ضياع ملفات الطعون التي أودعت بسبب زلزال 2014، وهو ما لم يقتنع به أحد سيما مع تمكين غرباء من شقق بأولاد منديل، وحرمان أصحاب الحق منها، بل وحرمانهم حتى من الحقوق المدنية ببلديتهم الأصلية.
وجدد سكان العمارات المصنفة في الخانة الحمراء ببولوغين مطلبهم الذي وجهوه هذه المرة إلى وزير السكن ووالي الولاية بالتعجيل بترحيلهم والاستجابة إلى دعواتهم التي أطلقوها منذ سنوات، سيما بعد توجيه والي العاصمة تعليمة إلى الوالي المنتدب لباب الوادي لتسوية مشكلة العائلات الـ19 التي أسالت الكثير من الحبر وأثارت جدلا واسعا، بسبب التضحية بها لأجل غرباء عن نهج الأمير خالد وترحيلهم نظريا فقط إلى أولاد منديل، في وقت لم يغادروا فيه مساكنهم يوما وفقدوا على إثر ذلك حقهم في بلديتهم الأصلية التي أضحت توجههم إلى الحي الجديد لاستخراج وثائقهم، ما أربك حياتهم أكثر فأكثر وجعلهم يشعلون مواقع التواصل الاجتماعي بقصتهم الغريبة ويشيرون بأصابع الاتهام إلى نواب بالبلدية، تبين مع التحقيقات تورطهم في إقحام أكثر من 10 أشخاص من خارج المنطقة وتمكينهم من السكنات، في تجاوز خطير أطاح بكثير من الرؤوس، الأمر الذي جعل الوالي يستجيب لانشغالهم ويطالب بتسوية الملف في أقرب فرصة لتعويض المعنيين عن أكثر من خمس سنوات قضوها بين الأهل والأقارب والجيران، اعتقادا منهم أن مشكلتهم يسيرة وهذا في أعقاب زلزال 2014 الذي ضرب أساسات البنايات المطلة على البحر، والتي أكل عليها الدهر وشرب وأضحت خطرا حقيقيا على سكانها، في المقابل اغتنم جيرانهم ممن يشكون نفس المشكل الفرصة لتنبيه الوصاية إلى أن وضعيتهم لا تقل خطورة، بحيث يعيشون نفس الرعب ويأملون أن تلتفت الوصاية إليهم، سيما وأنهم يعيشون في بنايات مصنفة في الخانة الحمراء أيضا، ولم يعودوا يطيقون تحمل الرعب والهلع الذي يعيشونه يوميا وعلى مدار السنوات الأخيرة.
وبحسب شكاوى السكان أيضا، فإن ما زاد من معاناتهم هو سياسة التجاهل والتهميش المفروضة عليهم من طرف السلطات المحلية والولائية التي ضربت كل انشغالاتهم عرض الحائط، بالرغم من الظروف المزرية جدا التي يتخبطون فيها، مطالبين السلطات العليا بالتدخل العاجل من أجل انتشالهم من وضعيتهم الكارثية، التي طالما وقفوا عليها في العديد من المرات، مطالبين بحياة كريمة في شقق لائقة، بعدما عانوا الأمرين في بيوت شبيهة بالجحور بأحد منحدرات أعالي منطقة بولوغين، كما وصف هؤلاء حياتهم بجحيم لا يطاق، بسبب التصدعات الكبيرة التي تعرفها شققهم الآيلة للانهيار في أية لحظة، والتي سبق وأن صنفت في الخانة الحمراء من طرف فرق “السي. تي. سي”، غير أن ذلك لم يشفع لهم في الحصول على سكن لائق مثلهم مثل آلاف العائلات التي استفادت من سكنات لائقة، مؤكدين أن هذه الأوضاع نغصت عليهم حياتهم وحولتها إلى جحيم لا يطاق رغم نداءاتهم المتكررة للسلطات المحلية التي لم تلق أي صدى لدى المسؤولين، وبقيت العائلات تتخبط في معاناة داخل شقق ضيقة، حيث باتوا يأملون التدخل الجاد والالتفات إلى مشاكلهم وحلها في أقرب الآجال عن طريق ترحيلهم إلى سكنات لائقة تحفظ كرامتهم.
إسراء. أ 