يقصد العديد من الشباب في الجزائر، مختلف الشواطئ على طول الشريط الساحلي، رغم قرار معظم السلطات المحليّة بالولايات، بغلق أبواب الشواطئ في وجه المصطافين بسبب جائحة كورونا التي ما زالت تحصد ضحاياها.
ومن المعتاد في الجزائر أن ينطلق موسم الاصطياف في الجزائر كل سنة في الفاتح من جوان، إلّا أنّ هذا الأمر تغير بتأجيل الافتتاح الرسمي لهذا الحدث الفصلي بسبب فيروس كورونا الذي ما زالت الدراسات تتضارب بشأن انتقاله عبر مياه البحر أم أن الأمر له علاقة بعوامل أخرى.
إقبال رغم المنع
يقول “سمير” القاطن بالرغاية إنّ الحرارة المرتفعة التي تعرفها البلد هذه الأيام، دفعته للذهاب إلى شاطئ غير بعيد عن مقرّ سكناه رفقة عائلته الصغيرة.
وأشار “سمير” إلى أنه ليس الوحيد الذي يقصد الشواطئ هذه الأيام، لافتًا إلى أنه يأخذ احتياطاته بعدم الاحتكاك بالمصطافين الذين يظل عددهم أقل بكثير جدا ممّا كان يعرفه الشاطئ غير البعيد عن بيته.
أمّا “أيوب” فيوضح أن الإقبال على الشواطئ يخصّ تلك غير المحروسة التي يمكن ولوجها بسهولة، وهو ما كان يتم خلال شهر رمضان المنقضي، رغم إجراءات الحجر الجزئي المطبق على العاصمة الذي خالفه الكثير من الشباب القاطنين بقرب البحر.
ولا تختلف الصورة بباقي المدن الساحلية الأخرى عن العاصمة، فقد شهدت عدة ولايات كتيبازة وبومرداس وعنابة الوضع ذاته، خاصة بالشواطئ الصخرية التي يفضّلها الشباب ولا يكون الاكتظاظ بها كثيرًا.
ويعرف الجميع التوافد الكبير للمواطنين، خصوصًا على الشواطئ الكبرى للولاية مثل مدينة بومرداس وكاب جنات ودلس وبودواو البحري، وبحسب المتحدّث، فقد عرفت، نهاية الشهر المنقضي، توافدًا كبيرًا للمواطنين والعائلات من داخل وخارج الولاية، بالرغم من توصيات السلطات بضرورة تجنّب التجمعات لمنع انتشار فيروس كورونا، وقد عمد البعض لنشر صور نزهتهم إلى الشواطئ في زمن كورونا على مواقع التواصل الاجتماعي.
قرار ساري المفعول إلى إشعار آخر
أصدرت عدة ولايات ساحلية بيانات متوالية جاء فيها أنه و”في إطار التفعيل المستمر للتدابير والإجراءات الوقائية من وباء كورونا، والحدّ من انتشاره في الأوساط العامة حفاظًا على الصحة العمومية، قد تقرّر منع السباحة والاستجمام، عبر جميع الشواطئ التي تحوز عليها الولاية وغلق المنافذ المؤدية لها”.
وأشارت السلطات الولائية، إلى أن هذا القرار يبقى ساري المفعول إلى غاية إشعار آخر، وفقًا للظروف والتدابير المتخذة تماشيًا مع تطورات الوضعية الوبائية بالولاية.
رأي المختصين
لحد اللحظة، لم تصدر أية دراسة علمية ذات مصداقية، تشير إلى أن مياه البحر أو الماء بشكل عام ناقل لوباء “كوفيد – 19″، كما يقول رئيس اللجنة العلمية لمتابعة ورصد فيروس كورونا الدكتور محمد بقاط بركاني.
ويوضح رئيس عمادة الأطباء، أن غلق الشواطئ لا يكمن في بقاء الفيروس في ماء البحر، إنما في الاحتكاك الذي تعرفه بعض الشواطئ التي لا يمكن ضمان تحقيق إجراء التباعد الاجتماعي بها، والذي يبقى أساس الوقاية والتقليص من حالات الإصابة بفيروس كورونا.
ومن هذا المنطلق، سمحت العديد من الدول التي شرعت في الرفع التدريجي للحجر الصحي، بالسباحة والذهاب إلى الشاطئ ومراكز السونا والمعالجة بالمياه، لكن الأمر يبقى في الجزائر مؤجلًا؛ لأن بيان الوزارة الأولى الأخير لم يتحدث عن ذلك، ليبقى التساؤل المطروح، هو هل ستسير الحكومة في المرحلة الثانية من تطبيق الرفع التدريجي للحجر نحو المنحى نفسه، الأمر الذي قد ينهي معاناة رجال الشرطة شبه اليومية مع بعض الشباب الذين يخترقون قرار حظر الذهاب إلى البحر.
لمياء. ب