رغم أهميتها في تفعيل الفكر وتأثيرها في شخصيتهم

90 بالمئة من الآباء والأمهات لا يقرأون قصص قبل النوم لأبنائهم

90 بالمئة من الآباء والأمهات لا يقرأون قصص قبل النوم لأبنائهم

ارتبطت قصص قبل النوم للأطفال بالروايات والمسلسلات، أين نشاهد الأمهات أو الآباء يواظبون عليها، إلا أن الواقع عندنا لا يعكس هذا السلوك الثقافي المهم، حيث لا يتعرف الطفل على الكتب إلا بعد وصوله إلى المدرسة، أين يبدأ اكتشافه لهذا العالم الذي كان يفترض أن يكون قبل ذلك.

فبالرغم من أن قراءة قصة قصيرة للطفل قبل النوم لا تستغرق سوى بضع دقائق إلا أن آثارها قد تمتد لعدة سنوات في مستقبله، بحسب ما كشف العلماء مؤخراً، فقد أثبتت الأبحاث أن الأطفال الذين يتم التحدث إليهم كثيراً يستطيعون تفهم الكلمات بطريقة أسرع، مما يساعدهم في التحصيل الجيد في المدرسة، وقد تمتد الآثار الإيجابية لدرجة حصولهم على وظائف جيدة وربما التمتع بحياة زوجية سعيدة.

 

إهمال الأولياء ضيع على الأبناء الكثير

ترى المختصة في علم النفس نسيمة بن زين أن نسبة الإقبال على هذا السلوك قليلة إن لم نقل منعدمة عند العائلات الجزائرية، فأزيد من 90 بالمائة لا يواظبون على هذه العادة، رغم أهميتها الكبيرة، لأن آثار قراءة القصص للطفل قبل النوم تكتسب نفس الأهمية مثل إطعامهم، مضيفة أنه يمكن البدء بعادة القراءة للطفل قبل النوم في أي وقت، فالكتب عادة ما تثري المعلومات لدى الطفل، كما أنها تطلق العنان لخياله وتنشط ذاكرته، وقراءة قصص الأطفال قبل النوم كفيلة بأن تجعل خيال الأطفال خصبا ويساعدهم في عملية التفكير والاستنتاج والتخمين وكلها عمليات عقلية عليا تعمل على توسيع مدارك الأطفال، كما تعمل على التقاط المهارات اللغوية بشكل أسرع، فالطفل الذى اعتاد حسبها على قيام والده او والدته بقراءة قصص الأطفال له كل ليلة أكثر قدرة على تعلم اللغة تلقائيا وبشكل أسرع من الطفل الذي لم يعتد على هذه العادة المحببة لكل الأطفال.

فالقراءة، تضيف المختصة بن زين، مفيدة جدا سواء للأطفال أو للكبار، فهي تعمل على توسيع مدارك الإنسان وتنمي ثقافته، لذا من الضروري غرس حب القراءة في نفوس الأطفال منذ الصغر حتى قبل تعلم القراءة، فالكتاب خير صديق يجب أن يهديه الوالدان لطفليهما، حتى يعرف قيمته منذ صغره ولا يستطيع الاستغناء عنه عندما يكبر، كما دعت ذات المختصة الأولياء إلى قضاء بعض الوقت مع أطفالهم بصفة مستمرة لأن ذلك يعمل على توطيد الصلة بين الطرفين، كما يجعل الأطفال يشعرون بالسعادة والأمان بصحبة الأم أو الأب.

واستدلت المتحدثة على أهمية هذا السلوك بالعائلات الأوروبية التي تواظب على هذه العملية والتي وطدت العلاقة جدا بينهم وبين أبنائهم من خلال الاحتكاك اليومي بينهم وبين أبنائهم، حيث يتولد شعور جميل بين الطرفين في كيفية تقديم القصة، وفي المقابل تتوطد علاقة الطفل وكتابه من خلال القصة التي يتعرف عليها، والتي تتكون مع مرور الوقت أحد المكونات الرئيسية لشخصية كل فرد، وتساهم في إثراء مخيلته وفكره.

ق. م