روِي أن رجلًا جاء إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يشكو إليه عقوق ابنه، فأحضر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابنه وأنَّبه على عقوقه لأبيه، فقال الابن: يا أمير المؤمنين، أليس للولد حقوق على أبيه؟ قال: بلى، قال: فما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: أن ينتقي أمه، ويُحسن اسمه، ويعلِّمه الكتاب، فقال الابن: يا أمير المؤمنين، إنه لم يفعل شيئًا من ذلك، أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي، وقد سماني جُعلًا ولم يعلمني من الكتاب حرفًا واحدًا، فالتفت أمير المؤمنين إلى الرجل، وقال له: جئتَ إليَّ تشكو عقوق ابنك، وقد عققتَه قبل أن يعقَّك، وأسأت إليه قبل أن يسيءَ إليك، فثبت أن الأبناء لهم حقوق على الآباء، فما هي هذه الحقوق؟
– الحق في الحياة، فهذا الطفل بعد أن يستقرَّ في رحم الأم وتُنفخ فيه الروح، لا يجوز إسقاطه عن طريق الإجهاض، ولو كان ذلك باتفاق الزوجين، لِما في ذلك من اعتداء على حق هذا الإنسان في الوجود، حيث قال الله تعالى: ” وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا ” الإسراء: 31، وقال تعالى ” وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ” التكوير: 8،9.
– الحق في الرضاعة الطبيعية: وهو حق ثابت للطفل بأمر الله تبارك وتعالى؛ حيث قال جل شأنه: ” وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ” البقرة: 233، وإنما أمر سبحانه وتعالى بذلك؛ لأن الرضاعة لها أثر إيجابي على صحة الطفل جسدًا وعقلًا.
– الحق في النفقة والرعاية: وهي واجبة لقول الله تعالى: ” وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ” البقرة: 233، وفي الحديث عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كفى بالمرء إثمًا أن يُضيع مَن يقوت”
– الحق في التربية: والتربية تستلزم التعليم؛ لأن التربية مقصد والتعليم وسيلة له، وقد أكَّد سبحانه وتعالى هذا الحق، فقال: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ” التحريم: 6، قالَ علي بن أبي طالبٍ رَضِيَ اللهُ عنه: أي: علِّموهُم وأدِّبوهُم.
موقع إسلام أون لاين