لجزائر- لا يتحرج النظام المغربي على وهنه في “ستر” أسراره، في دخول الدوائر القذرة بشتى مواقعها وأبعادها، ليشكل صورة دولة أقرب إلى نموذج “الصعلوك” الذي لا يتأثر بإثراء سجل سوابقه العدلية وسوء سمعته.
من هذا المنظور ، لم يتوان العاهل المغربي محمد السادس في دخول عالم “الرهان” الليلي في مسرح ساسة بلاد العم سام، وكالعادة لم تخنه الجرأة ليفتح “قمارا” للانتخابات الرئاسية الأمريكية من “ثغرات” لا يعرفها غير
مراوديها، من خلال منح المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون مبلغا قدره 12 مليون دولار من العاهل المغربي، وفق تسريبات موقع “ويكيليكس”، مبلغ لا يجد المواطن المغربي البسيط “جوازا” اقتصاديا أو حتى شرعيا لتحويله إلى أغنى بلد في العالم، مثله ليس إلا تدعيما للبحر بالماء!
وبحسب ناقلي الخبر فإن المنحة كانت لحساب مؤسسة وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة الخيرية مقابل استضافة المغرب للاجتماع الدولي لمبادرة كلينتون العالمية، بحسب رسالة بريد إلكتروني مسربة نشرها موقع ويكيليكس، الخميس 20 أكتوبر في حين أن تاريخها يرجع إلى 18 جانفي 2015 ، أي قبل حوالي عامين، ضمن آخر دفعة اتصالات أجراها رئيس الحملة الانتخابية لهيلاري كلينتون جون بوديستا مع مدير الحملة روبي موك وهوما عابدين نائب كبير موظفي وزيرة الخارجية الأمريكية.
يذكر أن هيلاري كلينتون قد زارت المغرب مرتين، في نوفمبر 2009، وفبراير 2012، والتقت بالملك المغربي في كلتا المناسبتين، كما التقت به في نيويورك، في ديسمبر عام 2013.
ومن الواضح أن أهداف الملك محمد السادس من وراء هذا الإنفاق و”النفاق” الاقتصادي مع شعبه، لا تخرج عن ثنائية الصحراء والعرش في وقت يشهد الملف الصحراوي تقدما ملحوظا على جميع المستويات بشكل يهدد استقرار المملكة. ولعل بروز الامين العام الأممي الجديد من جناح اليسار هو ما استدعى تكثيف الرباط لجهودها مع حلفائها التقيلديين خاصة فرنسا والولايات المتحدة اللتين تحكمان مقابض الملف في مجلس الأمن، بالإضافة الى أن هذا الأخير يسعى إلى إبراز “الولاء” للأكثر حظا في “رئاسة العالم” ليزكيه “وكالةّ” للمصالح الامريكية بالمنطقة بدلا من الجزائر التي تتحكم في أهم الملفات التي تهم واشنطن والتي لم تستطع الرباط أن تجد لها موطئ قدم فيها.