رسالة إلى رجلين

رسالة إلى رجلين

إلى من أحببته حد الجنون، وإلى من أخطأ التوقيت في حبه لي، فأحبني ولم يعلم أنك سكنت القلب والعيون، أتعلمان أني تغيرت كثيرا عن ذي قبل علمتماني أشياء كثيرة، كيف أبتسم، كيف أبكي بحرقة وألم، كيف أنسى وأتناسى، أتذكر يا حبيبي كيف كنت تتجاهلني وكيف كنت أحاول لفت انتباهك وكيف كنت تسخر باسما لسذاجتي، أتعلم كم من الابتسامات سرقت مني، وكم من الوقت أضعته وأنا أنتظرك .. أنتظرك بلهفة، بوجع وبحنين أنتظر التفاتة منك وبعض الاهتمام وحب كبير يغيرك، ينتزعك من نفسك ويسكنني قلبك وفكرك، لكن شيئا من هذا لم يحدث، فأنت لم تتغير وأنا سئمت الانتظار، سئمت تجاهلك وقلة اهتمامك وأعذارك الواهية في كل مرة، سئمت كل شيء، قل إنك لا تحبني وأعدك بإنهاء كل شيء وإن كنت أتوهم حبك، فقط أخبرني لا تخف على مشاعري، فتلك الطفلة الصغيرة داخلي قد كبرت وغادرتني باكية ولا أظنها ستعود يوما، أتعلم أنها أخذت كل شيء جميل فيا، أخذت ابتسامتي الصادقة وأطفأت البراءة داخلي، لم تترك لي سوى رمادا وجمرة صغيرة على وشك الانطفاء، غادرتني باكية ولا أظنها ستعود، أرأيت ماذا فعلت بي، جعلتني أكبر قبل وقتي وأصغر في نظرك ونظر نفسي، المشكلة أنني لن أعود كما كنت وأنت لا يمكننك أن تتغير، لا من أجلك، ولا من أجلي، كل ما تستطيع فعله هو أن تترجاني في كل مرة، أن تتوسل لي، أن ترجوني، ألا أتركك لكنك هذه المرة وصلت متأخرا جدا، فتلك الطفلة الصغيرة داخلي تأبى الرجوع، أتعلم أنه اختطفها أحدهم، لا تقلق، فهو لم يؤذها، فقط دلها على طريق أخرى للوصول كانت جميلة في بداية الرحلة، لكن سرعان ما اكتشفت أنها طويلة جدا حاولت الرجوع لكنها…. نسيت طريق العودة كما نسيت العنوان لم تكبر. ولم تتذكر وبقيت أسيرة النسيان، أعلم أني أطلت عليك كثيرا، لكن يجب أن تسمعني، فهناك الكثير لتسمعه بعد وستتفاجأ كثيرا، فهناك الكثير من حبال الوصال بيننا قد انقطعت، وأنت لا تدري أو ربما تجاهلتها كعادتك، أتذكر لما كنت أخبرك أنني أخونك مع أحدهم .كنت تقول ضاحكا  لن تفعليها، فأنا أثق بك، لكنها الحقيقة التي تأبى تصديقها أنت، لم تكن تثق بي، أنت كنت تثق بحبي المجنون، ألم تلاحظ أنه شفي وعاد إلى جادة الصواب أتعلم شيئا لم أتوقع يوما شفاءه، لكنك كنت طبيبا بارعا، طبيبا فوق العادة تسبب الداء وتصنع الدواء، تجاهلك وقلة اهتمامك كانا الدواء لحبي المجنون، فعلا أهنئك من قلبي وأرفع لك القبعة لا تتظاهر بالمتفاجئ، فهذه هي الحقيقة، أحببتك حبا جنونيا لكنك لم تأبه لا للحب ولا للجنون، وأنا أيضا لم أعد أهتم لشيء، فاخترت طريقا أخرى، طريقا توصل إلى كل الأماكن والعناوين بدل طريقي القديمة التي كانت لا توصل إلا إلى مكان واحد ووحيد وهو قلبك، اكتشفت أنها كانت وهمية لا وجود لها سوى في مخيلتي، أنت لم تتكلم في الوقت الذي كنت يجب أن تصرخ أمام الكل أنك تحبني، فقط لو امتلكت بعض الشجاعة وتخليت عن خوفك، كانت الأمور ستكون بخير، لكنك كنت أجبن من جميع الرجال في نظري، صدقني حاولت خلق أعذار لك لكن………؟؟؟؟؟!!!!!! أنت لم تتكلم في الوقت الذي كنت يجب أن تصرخ أمام الكل أنك تحبني، لكنك لم تصرخ ولم تتكلم، فجن حبك وعاد حبي إلى جادة الصواب، لم أندم يوما على خيانتي لك ولا أظنني سأندم يوما لأنك كنت السبب، ووحدك عليك تحمل العواقب، أنا لا أبرر لك، أنا فقط أخبرك الحقيقة وإن كان هنالك شخص يجب أن أبرر له فهو نفسي، وذلك الشخص الذي أحبني بقلب صغير وأمل كاذب سأخبره الحقيقة كاملة، سأخبره عنك وعن لقائنا الأول وبلقاءاتنا الكثيرة والمزيفة التي كنت معه فيها جسدا وعقلي وقلبي معك أنت، لا أدري كيف لم ينتبه أن قلبي ليس معي أم أنه انتبه وتجاهل الأمر، سأعاتبه كثيرا لأنه لم ينسني إياك صحيح أحبني، لكنه لم يجعلني أحبه وأنساك، اكتفى بحبه لي كما اكتفيت أنت بحبي لك، أتلاحظ الفرق والتشابه بينكما، سأتأسف له وأتأسف عليك، سأبكيه لينساني وسأبكي طويلا لأنساك، سألملم جراحي بجراحك وجراحه بإيلامك وإيلامه وسأبحث عن طفلتي الصغيرة وأعيدها باسمة إلى داخلي كما كانت، وأريها الطريق الصحيح والآمن للوصول طريق النسيان..

 

رنيم زريف