رسالة إلى المتزوجين حديثًا

 رسالة إلى المتزوجين حديثًا

 

قال تعالى ” وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ” الرعد: 38. بعد مرور أيام وشهور على الزواج، تصبح السنة الأولى من الزواج من أصعب مراحل الحياة الأُسَرِية؛ فهي كالاختبار الصعب إذا تم تجاوزه بنجاح، سارت الحياة الزوجية بأقل المشاكل والخلافات، وهي مرحلة انتقالية من العزوبية إلى حياة مشتركة مع شريك آخر، يشاركه اختياراته وقراراته وهمومه. وعلى المتزوجين حديثًا أن ينتبهوا كذلك على النقاط الآتية:

أولا: عدم الاعتماد على التوقُّعات والتصورات المسبَقة عن الزواج وعن شريك الحياة؛ لأنها تقود إلى المزيد من التوتر، بل عليه التأقلم مع الواقع الحقيقي للعلاقة الزوجية ومحاولة التعارف، ثم التآلف مع الشريك الجديد.

ثانيا: في الشهور الأولى قد يُهْمِل الزوجان أو أحدهما مسؤولياته والتزاماته، وهذا طبيعي بسبب المرحلة الجديدة؛ لذا فإن الحوار المفتوح بين الزوجين من أقصر الطرق وأفضلها لفضِّ الخلافات والمشاكل المتعلقة بالالتزام.

ثالثا: قد يشعر أحدهما بالندم وخيبة الأمل على الزواج؛ بسبب المشاكل وعدم القدرة على التعامل مع شريك الحياة، وهذا أمر طبيعي بسبب عدم التكيف الجيد من الطرفين؛ لذا عليهما تقبُّل هذه المشاعر وفهمها، وعدم وضع المسؤولية على الشريك الآخر، مع عدم التصريح بهذه المشاعر.

رابعا: معظم العادات اليومية المزعجة عند الزوجين لا تظهر قبل الزواج؛ مثل: الفوضى، وعدم التنظيم، وعادات الطعام والاستحمام، وهنا عليك التكيُّف مع عادات شريك الحياة، ومساعدته على تغيير السلوكيات السلبية.

خامسا: الشِّجار بين الزوجين في السنة الأولى ليس مشكلة، إنما المشكلة دائمًا كيف ينتهي هذا الشجار؟ وهل النهاية ممتدة لمشاكل جديدة أو تنتهي في وقتها؟ إن اكتساب الزوجين لمهارات حل المشكلات وغيرها من خلال حضور الدورات التدريبية، والاستماع للمتخصصين تُقلِّل من هذه المشاكل.

سادسا: غالبًا ما يكون الاندماج مع أسرة الشريك الآخر مرحلةً صعبةً، تحتاج إلى الكثير من الصبر والحكمة؛ لتجنُّبِ خلافات عميقة ومُزْمِنة، وهنا يجب عليهما الاتفاق المسبق على آلية التعامل مع الأسرة، مع الحرص على كسب أسرة الشريك الآخر؛ لأنها تقلل التصرفات الخاطئة من قِبل الجميع.

سابعا: يستقبل العروسان في السنة الأولى من النصائح أكثر مما يستقبلان من التهاني، وعادةً ما تقود هذه النصائح إلى مزيد من التوتر والخلافات، وهنا على الزوجين عدم تعميم التجارب السلبية على الشريك الآخر، وعند الحاجة لعلاج المشكلة طلب الاستشارة من مستشار مختص بالعلاقات الأسرية والزوجية.

 

من موقع الالوكة الإسلامي