رسالة إلى الآباء

رسالة إلى الآباء

مع الأسف الكثير من الآباء اليوم من علم ولده كيف يعمل من أجل أن يجمع المال، ربَّى ولده على حب المادة، المهم أن يعمل ويجمع المال، ويتزوج ويكون عنده سيارة وبيت، ويكون باسمه عقارات، ونسي أمـر الآخـرة التي قال الله عنها: ” بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ” الأعلى: 16، 17، أنا أقول لك أيها الأب: إن كنت ممن علم أولاده الصلاة والأخلاق الطيبة، وأرشدهم إلى الطريق المستقيم فأبشر أيها الأب الكريم؛ فإنك على خطى نبيك صلى الله عليه وسلم وسيفرح بك. فأين الأب الذي يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم: سمعنا وأطعنا؟ أين من يربي أولاده على طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؟ أين من يضع نصب عينيه قوله تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ” التحريم: 6، هذا هو طريق الخلاص من نار وقودها الناس والحجارة، فأين من يأخذ بنفسه وبأهله إلى طريق النجاة؟ أين من يسير على خطى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وينصح أولاده بالمحافظة على الصلاة والالتزام بها؟ ومع الأسف الشديد، هناك من الآباء من يضيق ذرعًا بالبنات، ويتمنى لو أن الله لم يرزقه سوى الصبيان، ولم يعرف هؤلاء الثواب العظيم الذي أعده الله للوالد الذي رزقه البنات، فصبر عليهن وأحسن تربيتهن، وفاضت نفسه بالحنان عليهن، ولنسمع إلى كلام نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم وهو يحدثنا عن هذا الثواب العظيم؛ فيقول صلى الله عليه وسلم: “من كن له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات، أو بنتان أو أختان، اتقى الله فيهن وأحسن إليهن، حتى يَبِنَّ أو يمتْنَ – كنَّ له حجابًا من النار” رواه أحمد، وقال صلى الله عليه وسلم: “من كان له ثلاث بنات يؤويهن ويكفيهن ويرحمهن، فقد وجبت له الجنة البتة، فقال رجل من بعض القوم: وثنتين يا رسول الله؟ قال: وثنتين” رواه البخاري.

من موقع إسلام أون لاين