الجزائر- ندد سفير الجزائر ببروكسل عمار بلاني بالهجومات التي توظف أوهاما استعمارية جديدة ضد الجزائر التي تضمنتها مساهمة للمدير التنفيذي لمركز مادارياغا-كوليج أوروبا المدير العام الفخري بالمفوضية الأوروبية بيار دو فراني التي نشرت عبر صحيفة “لا ليبر بلجيك” قام من خلالها بتشبيه بين سوريا والجزائر.
وكتب بلاني للصحيفة البلجيكية قائلا: إن هذا الخبير بالقضايا الأوروبية يقوم بمحاولة تكهن من خلال قيامه بتشبيه أقل ما يقال عنه غريب للوضع في الجزائر، موظفا في ذلك أوهاما استعمارية جديدة تروج لها بعض الصحف الفرنسية هي الأخرى بتفاهات تحظى بدعم معارضين جزائريين ناقمين ينعمون برغد العيش في الضفة، مشيرا إلى أن سيناريو سياسة-خيال الذي بلغ مستوى السخافة فيه مبلغ اللامعقول في روايات “كافكا” والذي أعده كاتب المقال الذي حمل عنوان “بعد حلب هل سيأتي دور الجزائر” يعكس مدى عدم معرفة هذا الأخير بالجزائر وجهله بتاريخها وواقعها الاجتماعي الديناميكي وآخر ما أحرزته من تطورات هو يجهل حتما أن الجزائر القوية بوحدة قيادتها وصمود شعبها قد شنت منذ أكثر من ربع قرن حربها ضد الإرهاب والتطرف العنيف التي خرجت منها منتصرة. وأضاف أن الجزائر قامت بطي الصفحة السوداء من تاريخها إلى الأبد لتلتزم بحزم وثبات بمسار ديمقراطي لا مناص منه مع ضمان استقرار البلد والسير العادي والمنظم لمؤسسات الجمهورية إلى جانب تحقيق التطور الاقتصادي والعدالة الاجتماعية.
وتأسف سفير الجزائر ببروكسل لكون كاتب هذه المساهمة لم يكن مطلعا أيضا على التغيرات التي أحدثت في كل مضامير الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في الجزائر.
وحرص بلاني على تذكير دوفراني بأن الجزائر القوية بمؤسساتها الجمهورية وثقافتها الديمقراطية التي تعد ثمرة مسار طويل من النضج الداخلي لطالما اضطلعت بدور محوري في تحقيق الاستقرار في المنطقة، وهي بادرت بذلك لنفسها أولا باعتبارها واعية بأن تطورها وأمنها مرهون بقوتها الداخلية وباستقرار محيطها الإقليمي، وثانيا من أجل أمن وهدوء أوروبا ودول جوار لم تضطر يوما حتى خلال العشرية السوداء لمواجهة تدفق لاجئين من الجزائر، ولطالما أشادت بنجاعة وتعاون مصالح الأمن الجزائرية من أجل إحباط النشاطات الإرهابية في أوروبا.
كما حذر سفير الجزائر ببروكسل من ادعاءات وصفها بـ”الوهمية وغير اللائقة واللأخلاقية” ومن الهجومات التي تحاول المساس بأمن واستقرار البلد، مؤكدا أن الجزائر ستحسن الرد على كل تهديد لأمنها.
وخلص بلاني إلى القول إن الجزائر تمكنت في الماضي من إسكات دعاة السوء في صفوف المروجين لسؤال: من يقتل من؟ خلال فترة الصمود البطولي للشعب الجزائري ضد الإرهاب أو حتى مؤخرا خلال الربيع العربي.