في إطار تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الرامية إلى تسريع وتيرة إنجاز المشاريع الاستراتيجية الكبرى، وتدعيم ربط الجنوب الغربي للبلاد بالشبكة الوطنية للسكك الحديدية، قام وزير الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية، السيد لخضر رخروخ، الإثنين، بزيارة عمل وتفقد ميدانية إلى ولاية تندوف، خصصت للوقوف على مدى تقدم أشغال الخط المنجمي الغربي بشار – تندوف – غار جبيلات، الذي يمتد على طول يقارب 950 كلم.
واستُهلت الزيارة، بتقديم عرض تقني شامل حول الوضعية العامة للمشروع، حيث عبّر الوزير عن ارتياحه للتقدم المحقق، مشيدا بالجهود المبذولة من قبل فرق الإنجاز، ومؤكّدًا أن هذا المشروع يمثل تحوّلا نوعيا في البنية التحتية الوطنية، واصفا إياه بـ”مشروع القرن”، نظرا لضخامته وتحدياته التقنية، خصوصًا أن عمليات الحفر والردم بلغت أكثر من 70 مليون متر مكعب. كما شدد السيد الوزير، على ضرورة الاحترام الصارم للآجال التعاقدية، مؤكّدا أن استلام المشروع كاملا يجب أن يتم قبل نهاية سنة 2025. وتضمنت الزيارة تفقد عدة ورشات هامة، أبرزها محطة السكة الحديدية الجاري إنجازها بمدينة تندوف، والتي تشهد تقدما ملحوظا، حيث تعهّد القائمون على المشروع بتسليمها قبل نهاية شهر جويلية المقبل. وانتقل الوفد الوزاري عبر قاطرة السكك إلى مقاطع ميدانية متقدمة، للوقوف على سير أشغال المنشآت الفنية ووضع السكة الحديدية، المنفذة بوتيرة متسارعة رغم صعوبة الظروف المناخية والجغرافية، وسط تسجيل التزام دقيق بمعايير الجودة. وفي هذا السياق، أكد الوزير رخروخ على ضرورة تسريع أشغال الجسور والمنشآت الفنية، ضمانا لوضع السكة في الأوقات المحددة، مشددا على أهمية احترام المعايير التقنية والدولية في كل مراحل المشروع، سواء في البنية التحتية أو في التصنيع والربط. وشملت الزيارة أيضا، مصنع العوارض الخرسانية، حيث اطلع الوزير على قدرات الإنتاج وجودة التصنيع، مشيدًا بالكفاءات الوطنية التي تسير هذا الصرح الصناعي. كما وقف على تقدم الأشغال في المقطع الرابط بين غار جبيلات وتندوف بطول 135 كلم، الذي بلغ مراحله النهائية، ما من شأنه دعم جهود تسريع المشروع بأكمله قبل نهاية العام الجاري. وفي ختام الزيارة، وجّه الوزير تعليمات صارمة إلى تجمع شركات الإنجاز، داعيا إلى تعزيز التنسيق وتسريع وتيرة العمل خاصة في المقاطع المتبقية البالغة 715 كلم، مع الالتزام الكامل بدفاتر الشروط التقنية، في سبيل تحقيق الرؤية الوطنية لربط مواقع الإنتاج بالموانئ، التي تعرف بدورها مشاريع توسعة كبرى. ويُعد مشروع الخط المنجمي الغربي واحدا من أكبر مشاريع البنية التحتية قيد الإنجاز حاليًا، وهو نقطة ارتكاز أساسية في مخطط الدولة لربط الجنوب الكبير وتطوير موارده الطبيعية، في إطار برنامج وطني طموح لإنجاز 6840 كلم من السكك الحديدية، منها 4051 كلم خطوط جديدة، تشمل محاور استراتيجية على غرار: الجزائر–تمنراست، المنيعة–تيميمون–أدرار–بشار، وغرداية–ورقلة–حاسي مسعود. ويمثل هذا المشروع تجسيدا فعليا لرؤية رئيس الجمهورية في تحويل الجنوب إلى قطب اقتصادي وطني وقاري، وتعزيز مكانة الجزائر كـممر استراتيجي في الربط الإفريقي على المستوى الطاقوي، اللوجيستي والتجاري.
م.ب