فجعت الساحة الرياضية والوهرانية خصوصا، برحيل عميد مدربي رياضة الدراجات الهوائية عبد القادر مرابط، إثر حادث سير، بينما كان يتابع تدريبات أشباله على الطريق فوق دراجة نارية كالعادة، حيث صدمته سيارة في مرة أولى، قبل أن تدهسه شاحنة كانت تسير بسرعة جنونية.
وأعطى مرابط الكثير لـ”للأميرة الصغيرة” في الجزائر، ووهران تحديدا، ويكفي الوقوف عند مساره لمعرفة ذلك، حيث كانت بدايته في عالم الدراجات في سنة 1956 بنادي أولمبيك “بولونجي” في صنف الأصاغر، وبعدها تنقل بين أحضان أندية عديدة أبرزها الجمعية الرياضية للشرطة بوهران، وتحصل عل عديد الألقاب الجهوية والوطنية، ، وفرض اسمه حتى على الصعيد الدولي، حيث شارك في عدة دورات في فرنسا وألمانيا منها بطولة فرنسا سنتي 1959 و1961، ويعد من الأوائل الذين كان لهم الشرف تمثيل الجزائر في المحافل الدولية، بعد الاستقلال الغالي ،كما يعتبر مرابط أحد المؤسسين لرابطة وهران للدراجات الهوائية سنة 1962. بعد مسار حافل كرياضي، انتقل مرابط إلى ضفة التدريب، وخاض التجربة الأولى فيها سنة 1957، وأشرف طيلة مساره التدريبي الطويل على عدة فرق، أبرزها مولودية نفط وهران في ثمانينيات القرن الماضي، ونادي نفطال الذي غير اسمه إلى كنوز الباهية وهران، ونصر وادي تليلات، كما تكفل بتدريب مختلف المنتخبات الوطنية للرجال والسيدات ،ويعود له الفضل في تكوين بطلات شرّفن الجزائر في مختلف المواعيد الدولية. ولم يكتف مرابط بشخصه، بل زرع حب الدراجة في وسط عائلته، فأنتج ذلك بطلين اثنين من أبنائه منير وشريف، هذا الأخير نقل التجربة الجزائرية في التدريب إلى المملكة العربية السعودية، ولازالا يخطان مشوارا رياضيا عله يكون حافلا كوالدهما المرحوم عبد القادر. فقد عميد المدربين الشيخ عبد القادر مرابط، تجاوز صداه الجزائر، حيث وبالإضافة إلى بيان التعزية الذي أصدرته الاتحادية الجزائرية برئاسة خير الدين برباري، لم يتأخر الاتحاد المصري برئاسة أيمن علي حسن في التعبير عن مواساته، وبعث برسالة تعزية إلى الاتحادية الجزائرية، وعائلة الفقيد، عبر فيها عن حزنه الكبير بعد رحيل هذه القامة الرياضية الجزائرية.
ب. ص