في إطار إحياء ذكرى معركة سوق أهراس الكبرى، التي كانت من أبرز المعارك في تاريخ الثورة الجزائرية، ألقى وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، كلمة مؤثرة استعرض خلالها بطولات المجاهدين وتضحياتهم في سبيل الوطن.
معركة سوق أهراس، التي شهدت مقاومة باسلة ضد الاستعمار الفرنسي، كانت نقطة تحول في مسار النضال الجزائري. وفي هذه الذكرى، أكد الوزير على أهمية استحضار روح التضحية والوحدة التي ميزت تلك المرحلة، وضرورة تعزيز قيم الوطنية والعمل الجاد من أجل بناء الجزائر الجديدة التي تواصل السير على درب الاستقلال والتقدم. وفي كلمة قيمة ألقاها بالمناسبة، أكد ربيقة أن المعركة هي واحدة من المعارك الحاسمة التي خاضها المجاهدون في سياق الثورة التحريرية ضد الاستعمار الفرنسي. وقد أشار الوزير إلى أن هذا اليوم يمثل فرصة للاحتشاد حول تاريخ الجزائر العريق، واستذكار التضحيات الجسام التي قدمها المجاهدون، الذين قاوموا بصمود لا مثيل له. وقال: “اليوم نلتقي لاسترجاع واحدة من أهم المحطات في مسيرة المقاومة، معركة سوق أهراس الكبرى التي سطر فيها المجاهدون ملحمة بطولية ضد المستعمر الفرنسي”، مشيدًا بصمودهم رغم قلة العتاد والأسلحة.
معركة تاريخية وملاحم من البسالة
وأكد العيد ربيقة في كلمته، أن معركة سوق أهراس الكبرى كانت رمزًا للوحدة الوطنية، حيث خاض المجاهدون المعركة في مختلف المناطق المجاورة لسوق أهراس، مثل واد الشوك وجبال بوصالح، مستخدمين كل الأساليب المتاحة، من الاشتباك بالأيدي إلى استخدام الأسلحة البيضاء، متحدين آلة الحرب الفرنسية المدججة بأحدث الأسلحة في ذلك الوقت. وقال الوزير، إن هذه المعركة لم تؤثر فقط على مجريات الحرب على الأرض، بل كانت لها تبعات كبيرة على الواقع السياسي الفرنسي، حيث تزايدت الضغوط الداخلية والخارجية على الحكومة الفرنسية نتيجة إخفاقاتها المتتالية في مواجهة ثوار الجزائر.
مواقف البطولات التي لا تنسى
وأضاف الوزير، أن معركة سوق أهراس الكبرى هي واحدة من أمهات المعارك في ثورة نوفمبر المجيدة، مثل معركة الجرف ومعركة فلأوسن، وغيرها من المعارك البطولية التي خاضها المجاهدون في مختلف المناطق الجزائرية، وقال: “كل هذه المعارك سجلت بأحرف من ذهب في تاريخ الجزائر، وخلدت أسماء المجاهدين الذين ضحوا بأرواحهم من أجل تحرير الوطن”.
دروس ملهمة للأجيال القادمة
كما شدد وزير المجاهدين، على أهمية استلهام الدروس من هذه التضحيات في بناء الجزائر الحديثة. وأكد أن الجزائر الجديدة تحت قيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون قد قطعت شوطًا كبيرًا في تحقيق أهدافها التنموية، موجهًا رسالة للأجيال القادمة بالتحلي بالعزيمة والإرادة في بناء وطن قوي ومزدهر. وأضاف ربيقة قائلا: إن أمتنا الماجدة تسير نحو مستقبل مشرق بثبات، والجزائر الجديدة تعيش اليوم واقعا إيجابيا من الاستقرار والازدهار بفضل التضحيات التي سطرها المجاهدون في مسيرة النضال من أجل الاستقلال”. وأوضح الوزير في ختام كلمته أن “تاريخ الثورة الجزائرية سيظل مرشدا لنا في معركة البناء والتنمية، ويجب على الأجيال أن تستفيد من مآثر الشهداء وأبطالنا، ليظل الوطن شامخا بالأمن والازدهار في كل الميادين”. كما شكل هذا الحدث الوطني فرصة لتكريم تضحيات المجاهدين والاحتفاء بذكراهم العطرة، مما يعزز روح الوحدة الوطنية ويغرس في الأجيال القادمة معاني الفداء والصمود.
إيمان عبروس