تحت شعار من ثورة التحرير المجيدة إلى بناء الجزائر الجديدة... دور المرأة الجزائرية

ربيقة.. المرأة الجزائرية أصبحت شريكا فعالا في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة للوطن

ربيقة.. المرأة الجزائرية أصبحت شريكا فعالا في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة للوطن

أشرف، وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، السبت، على افتتاح فعاليات الملتقى الوطني الموسوم بـ”من ثورة التحرير المجيدة إلى بناء الجزائر الجديدة.. دور المرأة الجزائرية”، والمنظم من طرف المنظمة الوطنية للمجاهدين، بقاعة المحاضرات محمد بوراس بالمتحف الوطني للمجاهد.

مثلت الجزائر عبر العصور مهدًا لبطولات كثيرات وعرينا لقائدات شهيدات قارعن الملوك وقادة جيوش عظمى وأعطين المثل الأعلى في التضحية والفداء والشهامة والإباء، فيها ترعرعت معالم المقاومة، وتعززت أواصر الأخوة وانبعثت بوادر التضحية ومنها تخرج الثوار أبناؤها وأزواجها وإخوتها فبشراسة اللبؤة حافظت على طهارة شرفها، ولم يدنس عرضها أبدا أعلاج الروم والوندال والإسبان والفرنجة، ولم تنجب إلا الرجال أبناء الرجال، فحافظت بذلك على نقاوة نسلها، وضمنت استمرارية وجود أمتها ، إن المرأة بالنسبة للجزائر هي الجزائر نفسها، وهي الأمة بكاملها باعتبارها الوعاء الذي ضمن استمرارية وجودنا كأمة منذ أقدم العصور وإلى اليوم وغدا. وخلال كلمة ألقاها بالمناسبة أكد ربيقة، أن المرأة الجزائرية أدركت عبر تاريخها الطويل قداسة دورها في الحياة، فكانت مضرب المثل في الالتزام والبطولة من أجل الدفاع عن قيم وأخلاق مجتمعها، ومثلت نموذجا مشرفا في النضال والتضحية بكل غال ونفيس في سبيل رفعة الوطن وسيادته، فكانت بذلك الإسمنت الذي حافظ على تماسك المجتمع في زمن الاستدمار، ووقفت بكل عزم وحزم في مواجهة كل محاولات المساس بهوية الأمة الجزائرية وعراقتها بصفتها حاضنة ومربية عاملة ومقاومة، مناضلة ومجاهدة ، فدائية ومسبلة وشهيدة في معركة التحرير الوطني. كما أضاف الوزير، أن المرأة وثورات التحرير والمقاومات والانتفاضات عبر تاريخ الجزائر، كانت دائما ينابيع قوية هادرة كل ينبوع تغذى من الآخر واستمد قوته وتواصله الزمني من الآخر. مواقف وبطولات المرأة أثناء الكفاح، لا تحددها الكلمات ولا السطور، وإنما مواقف بطولية، وصمود شامخ من الخطوب والأهوال، يعجز الخيال عن محاولة نسج خيوطه بما يسود صفحات بل مجلدات بكاملها. كما حث الوزير، أن مشاركة المرأة الجزائرية في ثورة التحرير منذ انطلاقتها فاعلة، فقد تطوعت في صفوف جيش التحرير الوطني جندية مقاتلة وممرضة تضمد الجراح وتعالج، ومسبلة تأوي وتطعم وتنظف، وفدائية باسلة ومناضلة ومرشدة محازة للهمم دفعت بزوجها وابنها وأخيها، إلى ميدان القتال والجهاد حرصا على نيل الشهادة، أو الفوز بالنصر، كما دفعت الثمن باهضا وأكثر فلقد ترملت بفقدان الزوج، وتثكلت بفقدان الأبناء والأحفاد فلذات الأكباد وتيتمت بفقدان الأب، وعذبت وسجنت واستشهدت لكنها مع كل ذلك لم تفشل، ولم يزدها هذا البلاء إلا إيمانا وعزما وعنادا وإصرارا في استماتتها في الدفاع عن قضية وطنها. وأشار ربيقة إن المرأة الجزائرية تحملت في الريف كما في المدينة الشيء الكثير وكانت تموت في كل يوم ألف مرة، ولكنها تبعث الحياة من جديد في كل يوم آلاف المرات لقد ذرفت الدمع مدرارا على فقدان الأب والأخ والابن والزوج، ولكن زغاريدها لم تنقطع فكانت تلهب المشاعر الوطنية، فأحيت بذلك من جديد الضمائر لتدفع بآلاف من أبناء الجزائر الأبطال إلى ميدان المعركة من أجل الثأر لها وللوطن لقد لمع اسم الكثيرات في سماء التاريخ الوطني، أمثال لالة فاطمة نسومر، مريم بوعتورة، حسيبة بن بوعلي، مليكة قايد، فضيلة سعدان، صليحة ولد قابلية جميلة بوحيرد، جميلة بوعزة، جميلة بوباشا. وغيرهن من حرائر الجزائر الجميلات والماجدات. وفي حديث متصل، قال الوزير، أن المرأة الجزائرية واكبت مسار التغيير بعد الاستقلال ومثلت صورة عاكسة لدورها ومساهمتها في الماضي، إذ اقتحمت مختلف الميادين، وجسدت أداء لافتا في عملية التغيير كفاعل في مشروع التنمية. كما اعتبر ربيقة سنوات النضال الطويلة التي خاضتها المرأة الجزائرية مكنتها من اقتحام مختلف المجالات الحياتية، فتبوأت بكفاءاتها العلمية وقدراتها العالية ومؤهلاتها المهنية مناصب ووظائف مختلفة، ما كانت لتتولاها قبل ذلك، وهو ما أكد عليه رئيس الجمهورية  عبد المجيد تبون في رسالة التهنئة التي وجهها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة يوم 8 مارس 2023، حيث قال: ولا عَجَبَ أن تَرْتَقي المرأة الجزائرية في الجزائر الحرة المستقلة بِمُؤَهلاتها العلمية والمهنية على سُلَّم الرتب في الأسلاك النظامية، وتَسْتَحِقَّ المهام العليا والمَسؤوليات الرفيعة في الإدارات والمؤسسات.. وتَتَفَوَّقَ فِي أَدَقِ تخصصات العلوم والمعارف، وأَعْقَدِ فُرُوع تكنولوجيات العصر في الجامعات ومراكزالبحث”. وفي الختام، أكد ربيقة أن المرأة لقد غدت شريكا فعليا للرجل على درب خوض فضاءات العمل لتحقيق البرامج التنموية والتصدي لمختلف العوائق والحواجز والمثبطات الناتجة عن تراكمات ورواسب من الماضي الأليم، عملا على تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة للوطن.

إيمان عبروس