جدد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، السيد العيد ربيقة، موقف الجزائر الثابت والمبدئي من القضية الفلسطينية، مؤكدا أن نكبة 15 ماي 1948 لم تكن مجرد لحظة تاريخية عابرة، بل مأساة إنسانية متجددة في الذاكرة الجماعية لشعوب العالم، ولا تزال تداعياتها تثقل كاهل الفلسطينيين بعد سبعة وسبعين عاما من التهجير القسري، الذي نفذه الاحتلال الصهيوني ضد أبناء الأرض المحتلة.
وفي كلمة ألقاها، الثلاثاء، خلال إحياء الذكرى الـ77 للنكبة الفلسطينية، وقف الوزير ربيقة إلى جانب أبناء وبنات فلسطين، مجددا تضامن الجزائر حكومة وشعبا مع القضية التي يعتبرها الجزائريون قضية وطنية بامتياز، لا تقل أهمية عن نضالهم ضد الاستعمار الفرنسي. وقال في هذا الصدد: “إن تجدد هذه الذكرى الأليمة هو في حقيقته تجدد لنداء الحق والعدالة وحق العودة الذي أقرته الأمم المتحدة، لكنه لا يزال مجهضا بفعل آلة الاحتلال التي تصر على الإنكار والتنكر للشرعية الدولية”. وأبرز الوزير التلاقي العميق بين محنتي الشعبين الجزائري والفلسطيني، مشيرا إلى أن الجزائر أحيت قبل أيام قليلة ذكرى مجازر الثامن ماي 1945، التي حملت بصمتها الدامية في ذاكرة الجزائريين، تماما كما تحمل النكبة الفلسطينية وجعا وطنيا جامعا في الضمير العربي والإسلامي. وأضاف بأن مثل هذه المحطات التاريخية تشكل شاهدا حيا على ما تكبده الشعبان من استعمار همجي وعدوان ممنهج على الكرامة الإنسانية. ولم يغفل الوزير الإشارة إلى ما تعانيه فلسطين اليوم من مآسي متواصلة، مؤكدا أن الجزائر، انطلاقا من تجربتها في التحرر ومبادئ ثورة نوفمبر، تقف دوما إلى جانب حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، والعيش في كنف دولة مستقلة ذات سيادة، عاصمتها القدس الشريف، وفق ما تنص عليه الشرعية الدولية ومواثيق الأمم المتحدة. وفي السياق نفسه، استشهد السيد ربيقة، برسالة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، التي وجهها خلال القمة العربية لعام 2025، والتي أكد فيها أن الدفاع عن فلسطين ليس منة ولا تفضلا، بل واجب تاريخي، وأمانة قانونية وأخلاقية تتقاسمها الأمة العربية والضمير الإنساني بأسره. واختتم وزير المجاهدين كلمته، بتجديد الترحيب بالوفد الفلسطيني المشارك في إحياء الذكرى، مؤكدا أن أرض الجزائر، بلد الشهداء والمجاهدين، كانت وستظل حضنا دافئا لأحرار العالم، وملاذا لنصرة قضايا التحرر العادلة، وفي مقدمتها فلسطين. وأضاف: “بحول الله، ستزول هذه المظلمة، وسيرد الحق إلى أصحابه، وسينعم الشعب الفلسطيني بحريته، لتبقى الذكرى منارة للأجيال، تستلهم منها قيم الكفاح والمقاومة”.
محمد بوسلامة

























