رافق جمع كبير جثمان الروائي الراحل مرزاق بقطاش إلى مثواه بمقبرة القطار بالعاصمة، وهو الذي وافته المنية، السبت، بالجزائر العاصمة عن عمر يناهز الـ 75 سنة بعد صراع مع المرض.
نعى كتاب وروائيون الأديب الراحل مرزاق بقطاش، واصفين إياه بالكاتب الإنساني الكبير الذي عشق البحر وعاش بعيدا عن الأضواء.
واعتبر الروائي الحبيب السائح أن الفقيد كان “من أهم كتاب القصة والرواية الجزائريين المعاصرين ومن أرقى المترجمين إلى العربية”، واصفا إياه بالإنسان والكاتب “النزيه والشريف والأبي”.
وعبر من جهته الروائي واسيني الأعرج عن حزنه العميق لرحيل بقطاش قائلا إنه كان كاتبا “كبيرا”، ومذكرا في نفس الوقت بالأوضاع الصعبة التي عاشها في فترة الإرهاب في التسعينيات.
وقال الكاتب والمترجم بوداود عمير إن الراحل كان “من كبار الكتاب الجزائريين وأكثرهم نشاطا وتنوعا في التأليف والترجمة”، مذكرا بالعديد من إبداعاته التي كان آخرها رواية “مدينة تجلس على طرف البحر” (2020).
ولد في يوم 13 جوان 1945 م في حي (العين الباردة) بالقرب من الطبيعة بمدينة الجزائر، تعلم في صباه اللغة العربية في المدارس الحرة التي كانت تشرف عليها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، أما الفرنسية فقد تعلمها في المدارس الرسمية الفرنسية النظامية. وجاء شغفه بالأدب عن طريق الرسم أولاً، ثم الموسيقى، وعلل ذلك في قوله “اللغة أقدر بكثير على التعبير عن خوالج النفس وصخب الحياة من الأدوات الفنية الأخرى، لذلك رسوت في ميناء الأدب”._ _تفتّح على التراث الإنساني، سواء العربي الإسلامي أو الأجنبي، فقرأ القرآن الكريم والحديث الشريف، والآثار الأدبية، كما قرأ للكتاب الفرنسيين وخاصة أدباء القرن 19، وشعراء الثلاثينات والأربعينات من هذا القرن، وقرأ للعديد من الكتاب باللغة الإنجليزية، وعلى رأسهم الروائي الأمريكي “ارنست همنغواي”، قال عنه الطاهر وطار “إنني آمل أن أرى في أعماله القادمة كاتباً بنّاء لروح الإنسان التي حطمها يأس قرون طويلة من الاستغلال والقهر، بنّاء لنظرة واثقة في المستقبل وكاتباً مهدّماً أيضاً، مهدماً لكل المفاهيم الخاطئة”._ _
عمل في الصحافة الجزائرية منذ سنة 1962م، وفي أثناء ذلك واصل دراسته الجامعية في جامعة الجزائر، فتخرج بشهادة الإجازة في الترجمة (عربي فرنسي إنجليزي). انتدب للعمل في وزارة الإعلام عدة سنوات ثم عين نائباً لرئيس تحرير مجلة (المجاهد). وللراحل العديد من الإصدارات بالعربية والفرنسية من بينها روايات “طيور الظهيرة” و”رقصة في الهواء الطلق” والمجموعتين القصصيتين “جراد البحر” و”دار الزليج”، وقد نال في 2017 وسام الاستحقاق الوطني من مصف “جدير” كما حاز جائزة آسيا جبار للرواية عن عمله “المطر يكتب سيرته”.
كما ترجم بقطاش عدة روايات من الفرنسية إلى العربية على غرار “ألف عام وعام من الحنين” لرشيد بوجدرة، وقد كتب أيضا في مجال النقد والسيناريو.
وتعرض الراحل في 1993 لمحاولة اغتيال من قبل جماعة إرهابية أصيب على إثرها برصاصة في الرأس نجا منها بأعجوبة.
ب/ص