ما يزال عدد كبير من تجار الرغاية الواقعة شرق العاصمة يدفعون ثمن خرق زملاء لهم لتدابير الوقاية من فيروس كورونا بعدما تم الترخيص لهم سابقا بمزاولة نشاطهم على مستوى نقاط البيع المستحدثة بمحاذاة الطريق الوطني رقم 05 في أعقاب غلق السوق البلدي.
فقد كان هذا السوق فضاء يصعب السيطرة عليه وإخضاعه لإجراءات السلامة والحماية من الفيروس، في مقدمتها ضرورة الالتزام بمسافة التباعد وتجنب التجمهر، لتعمل السلطات على منعهم مجددا من عرض سلعهم في نقاط البيع الجديدة، إذ وعلى امتداد خمسة أشهر تم حرمان الكثيرين من فرصة توفير لقمة العيش من خلال السماح لهم بمزاولة عملهم مجددا وتم الاكتفاء بالبعض فقط الذين تم الترخيص لهم باستئناف نشاطهم على مستوى محطة نقل المسافرين عيسى بورعدة ليدفع بالكثيرين إلى البطالة أو مجابهة ملاحقات أمنية عند خلق عشوائيات للبيع، الأمر الذي جعل العشرات منهم يحتجون في وقفة نظمت أمام مقر الدائرة الإدارية للرويبة قبل أيام يطالبون فيها بإنقاذهم وعائلاتهم من الوضع الكارثي لهم وإعادتهم إلى مقر عملهم الأول، وهو السوق البلدي سيما وأنه خضع لعمليات تعقيم معمقة مقابل تعهد التجار بالالتزام بإجراءات مكافحة وباء “كورونا” .
تعهد التجار الذين وجدوا أنفسهم دون مصدر لكسب الرزق طيلة الخمسة الأشهر الماضية بالخضوع إلى شروط ممارسة النشاط التجاري، في ظل انتشار فيروس “كورونا”، مؤكدين أنهم ضحايا الوباء من جهة عند إجبارهم على مغادرة السوق البلدي، وضحايا لزملاء لهم لم يستفيدوا من الامتياز الذي مكنهم منه رئيس البلدية الذي استحدث لهم نقاطا جديدة لمزاولة النشاط بمحاذاة الطريق الوطني رقم 05 سيما منها حي معمل النجاح وحوش عميروش بعدما تنكروا لكل الإجراءات المعمول بها، مناشدين السلطات إنصافهم كونهم بحاجة إلى توفير لقمة العيش من خلال إعادة فتح السوق البلدي لاستئناف نشاطهم، مستغربين أسباب انتقاء البعض لتحويلهم إلى محطة نقل المسافرين بالرغاية لممارسة نشاطهم مقابل ترك البعض الآخر يواجه أزمة البطالة، وآخرون اتخذوا لأنفسهم عشوائيات للعمل بعدما تعذر عليهم تحقيق المردودية التي يحتاجونها في عملهم داخل الأحياء امتثالا لقرار مصالح مقاطعة الرويبة، لينتهوا إلى نقاط البيع الفوضوية والدخول في معارك يومية مع مصالح الأمن التي تشن حملات واسعة لمطاردتهم أينما حلوا .
وحسب التجار، فإنهم عانوا طويلا من تداعيات هذه القرارات على أوضاعهم الاجتماعية باعتبارهم لا يفقهون شيئا بغير التجارة، وأن السوق البلدي كان يوفر لهم الاستقرار الذي يحتاجونه لممارسة عملهم، وقد خضع حاليا لعمليات تطهير وتعقيم واسعة وهذا لتجهيزه للاستغلال الذي قالوا إن آوانه قد حان .
يذكر أن رئيس بلدية الرغاية اعمر درة كان قد حاول جمع عدد كبير من الباعة الفوضويين في نقاط بيع خصصتها لهم بالطريق رقم 05 المحاذي لحي معمل النجاح وكذا بحوش عميروش من أجل ممارسة نشاطهم وكسب قوتهم اليومي لإعالة عائلاتهم، خاصة وأن الكثير منهم لا يملكون حرفا أخرى، إلا أن الباعة اخترقوا جميع الإجراءات والتدابير الواجب اتباعها خلال عملية البيع والشراء مع الزبائن، ناهيك عن أن المكان أضحى يشهد يوميا كميات كبيرة من مخلفات الخضر والفواكه دون إعادة تنظيفه من جديد رغم أنهم لا يدفعون مستحقات الكراء، وهو ما جعل أعوان مؤسسة اكسترانات يمرون يوميا من أجل رفع النفايات من الطريق، إلى جانب المناوشات التي تحدث يوميا فيما بينهم، الأمر الذي استدعى تدخل مصالح الدرك الوطني وبعدها تم تجميد نقاط البيع.
إسراء. أ