قبل أيام قليلة، كان السؤال الذي يشغل غالبية متابعي دوري أبطال أوروبا وخاصة من أنصار نادي بايرن ميونخ الألماني هو: “هل يستطيع الفريق البافاري اجتياز عقبة برشلونة الإسباني في دور الثمانية للبطولة؟”. وكانت هذه المباراة الصعبة بمثابة خطوة واحدة من 3 خطوات، كانت تفصل بايرن عن منصة التتويج بلقب دوري الأبطال للمرة السادسة في تاريخه والأولى منذ 2013.
الآن، وبعد فوز الفريق الكاسح (8-2) على برشلونة، أصبح السؤال هو: من يستطيع إيقاف الكاسحة البافارية ذات البراعة الهجومية والغزارة التهديفية؟
البطل الوحيد
وأصبح الفريق الآن على بعد خطوتين من تحقيق الهدف الوحيد الذي يصبو إليه هانز فليك المدير الفني للبايرن ولاعبوه، وهو الفوز بلقب دوري الأبطال الذي يقام هذا العام في ظروف استثنائية بلشبونة بسبب كورونا.
ويحظى بايرن بترشيحات قوية للفوز بلقب البطولة هذا الموسم لاسيما وأن الفريق استعد جيدا قبل خوض فعاليات هذه الأدوار النهائية، كما أنه الوحيد من بين فرق المربع الذهبي الذي سبق له الفوز باللقب.
وترك فليك، لبايرن الفرصة للاعبيه للاحتفال لليلة واحدة فقط بالفوز الكاسح على ميسي ورفاقه، قبل أن يعيد التركيز إلى صفوف الفريق أول أمس أملا في التتويج باللقب، لأنه يدرك أن الفريق لم ينجز شيئا حتى الآن.
وقال فليك، إن الفريق يحتاج الآن للتركيز في المباراة التالية إذا أراد تحقيق النجاح واعتلاء القمة.
ويلتقي بايرن فريق ليون يوم الأربعاء المقبل في المربع الذهبي للبطولة، بعدما أطاح ليون بفريق مانشستر سيتي الإنجليزي من دور الثمانية بالتغلب عليه (3-1) مساء أول أمس السبت.
نهائي ألماني محتمل
ومع بلوغ لايبزيغ، المربع الذهبي للبطولة حيث يلتقي باريس سان جيرمان يوم الثلاثاء المقبل، أصبح بالإمكان مشاهدة نهائي ألماني خالص للبطولة هذا الموسم.
وقد يسفر المربع الذهبي للبطولة عن نهائي فرنسي خالص أو نهائي فرنسي ألماني.
وللمرة الأولى في تاريخ البطولة، يشهد المربع الذهبي 3 فرق بقيادة مدربين ألمان نظرا لوجود فليك ويوليان ناجلسمان المدير الفني للايبزيغ وتوماس توخيل المدير الفني لباريس سان جيرمان. وقال فليك: “أشعر بالسعادة طبعا لكل من توماس ويوليان”.
ويطمح فليك بالطبع لقيادة بايرن إلى النجاح في لشبونة بعدما تعرض الفريق لأربعة إخفاقات لاذعة في المربع الذهبي للبطولة نفسها خلال السنوات القليلة الماضية وبالتحديد في 2014 و2015 و2016 و2018 .
ويبدو أن الإخفاق هذه المرة ليس ممكنا بشكل كبير مع هذا الفريق العنيد لبايرن بقيادة فليك خاصة مع القدرات الهجومية الرائعة للفريق بقيادة المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي، وبصمات فليك الواضحة.
وأكد نجوم بايرن أنفسهم أن هذا الفوز الكاسح على برشلونة في المباراة رقم 250 لبايرن بتاريخ مشاركاته في دوري الأبطال “أمر لا يمكن تفسيره”.
وقال جوشوا كيميتش لاعب بايرن، والذي سجل أحد أهداف المباراة: “لعبنا بتركيز صارم بالفعل”.
وأصبح بايرن على بعد خطوتين فقط من تكرار الثلاثية التي حققها الفريق في 2013 تحت قيادة مدربه الأسبق يوب هاينكس. وفي ذلك الموسم 2012- 2013، حقق الفريق الفوز (7-0) على برشلونة في مجموع مباراتي الذهاب والإياب بالمربع الذهبي للبطولة.
مفاجآت ليون
ويدرك فليك جيدا أن المباراة التالية للفريق في البطولة تحتاج إلى تعامل خاص وتركيز شديد بعد هذا الفوز الكاسح على برشلونة.
وكان فليك مساعدا للمدرب يواخيم لوف في تدريب المنتخب الألماني، عندما اكتسح المانشافت نظيره البرازيلي (7-1) بمدينة بيلو هوريزونتي في الدور قبل النهائي لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل، قبل أن يحقق الفريق فوزا صعبا (1-0) على نظيره الأرجنتيني في المباراة النهائية التي امتدت لوقت إضافي.
ويدرك فليك أن منافسه في المربع الذهبي، ليس لديه ما يخسره حيث يمثل الوصول للمربع الذهبي نتيجة طيبة بالنسبة لليون، ما يعني أنه سيخوض المباراة يوم الأربعاء المقبل بأعصاب هادئة.
ويضاعف من حذر فليك أمام ليون، أن الفريق الفرنسي بلغ المربع الذهبي على حساب فريقين كبيرين ومرشحين، حيث أطاح بجوفنتوس الإيطالي من دور الـ16 ثم مانشستر سيتي من دور الثمانية.