في إطار لقائها الشهري “لوحة وكتاب”، سينظم نادي “وشوشة الثقافي” بمكتبة المطالعة بعين الفكرون، السبت القادم، لقاء مع الفائزة بجائزة “آسيا جبار” الأدبية في دورتها لعام 2018 الروائية ناهد بوخالفة والفنانة التشكيلية نادية صيادو. للحديث عن هذا اللقاء وعن نادي وشوشة الثقافي وأمور أخرى، تحدث رئيس هذا النادي الشاعر جليل دلهامي لـ “الموعد اليومي” في هذا الحوار.
– ماذا تقول عن تأسيس نادي “وشوشة”؟
* “وشوشة” نادي ثقافي تأسس لأول مرة بمدينة عين الفكرون بولاية أم البواقي، وفي 09 ديسمبر 2018 كانت أول جلسة أدبية في تاريخ المدينة.. الفكرة جاءت لتبعث النشاط الثقافي المغيب عن المدينة على أساس إقامة ورشات في مجالات الكتابة والفن التشكيلي والموسيقى.. طبعا للبحث ودعم المواهب الشابة. في الأول كان عليّ استدعاء كتّاب الولاية قبل البحث عن كتاب وفنانين من خارجها، وهذا طبعا كون النادي لا يملك دعما ماليا ولا يمكنه التكفل بالضيوف من خارج الولاية بخصوص الإقامة
والمبيت.

– ماذا عن لقاء الشهر “لوحة وكاتب” الذي سيكون، السبت القادم، بمكتبة المطالعة بعين الفكرون؟
* نعود إلى نشاط 09 فيفري 2019.. ضيفتنا الروائية ناهد بوخالفة كما تعلمين متحصلة مؤخرا على جائزة آسيا جبار في مجال الرواية المكتوبة بالعربية عن روايتها “سيران” وعلى هذا الأساس تم اختيارها. أما عن نادية صياد فهي ابنة المدينة، وفي نفس الوقت صديقة الكاتبة، لهذا تمت برمجتهما معا، وفي كل شهر ندعو كاتبا من خارج الولاية رفقة أحد فناني المدينة بمجال الفن التشكيلي.
– لماذا التركيز على استضافة الكاتب من خارج الولاية، والفنان التشكيلي من فناني المدينة، هل هذا يعني أن هذه الأخيرة لا يوجد بها كتاب؟
*بالضبط.. أنا الكاتب الوحيد من المدينة.. هناك بعض الأسماء المبدعة التي ظهرت وقت تأسس النادي.. ما أريد قوله إننا في كل عدد نستضيف اسما كضيف شرف، لكن بالموازاة مع ذلك نستدعي كل كتاب الولاية وتكون هناك قراءات شعرية.

– ما الهدف من إنشاء هذا النادي الثقافي؟
*الهدف طيب.. ترأست الكثير من الجمعيات وأسست للكثير من النشاطات بمختلف ولايات الوطن.. أنا ابن مدينة عين الفكرون.. رأيت أنه من الأحرى أن أعمل على مواهب المنطقة ومحاولة فتح المجال لأسماء مبدعة ربما لم تجد الفرصة.. أخبرتك أن يوم 09 ديسمبر كان أول نشاط أدبي في مدينة عين الفكرون.. يعني النشاط الثقافي هنا مغيب تماما.
-كيف هي العلاقة بين الجمهور والمبدعين في مختلف مجالات الإبداع الأدبي بعين الفكرون؟
* بصراحة مدينة عين الفكرون معروفة عبر الوطن كمدينة تجارية… في أول الأمر كان عندي تخوف، يعني كان هناك احتمال فشل الفكرة وعزوف الناس عن الحضور لمثل هكذا نشاطات، لكن المفاجأة كانت منذ أول نشاط، حيث حضر جمهور غفير لدرجة أن بعض الوافدين لم يجدوا مكانا للجلوس واستمر الأمر في الجلسة الثانية أيضا وها نحن نحضر لثالث نشاط على التوالي.. مدينة عين فكرون ككل تقبلت فكرة النادي بطريقة عجيبة ومثيرة لدرجة أن بعض الموظفين والأولياء صاروا يوقفونني في الشارع فقط ليبدوا إعجابهم ودعمهم للفكرة.

– هل يعد هذا الإقبال من باب الفضول أم رغبة الجمهور وتعطشه لمثل هكذا تظاهرات؟
* لو كان فضولا ربما لكانت هناك على الأقل انتقادات ومهاجمات لاذعة سواء بالقاعة أو الشارع أو عبر وسائط التواصل الاجتماعي، لكن الأمر تعدى مرحلة الفضول.. المدينة كانت بحاجة لمثل هكذا مبادرة، وها قد تمت وأنا سعيد جدا بهذه النتيجة،
وصار العدد أكثر من 10 مبدعين في مجال الكتابة دون احتساب المجالات الأخرى وهذا الأمر مفرح.
– هناك نوادٍ عدة في مجال الأدب أنشئت لغرض ترقية هذا المجال، هل تحقق الهدف حسب رأيك؟
* مؤخرا أطلق الصديق عبد الرزاق بوكبة المقهى الثقافي ببرج بوعريريج وبعده تأسست الكثير من المقاهي الثقافية عبر مختلف ولايات الوطن، ما قام به عبد الرزاق وما يقوم به الأصدقاء اليوم ليس بالأمر الهين.. أقول هذا ككاتب يعي جيدا ما معنى أن يجد المبدع فضاءات تحتوي إبداعه، وكما نعرف جميعا أن الشعوب تعرف بثقافتها ومثل هكذا مبادرات ستعمل حتما على تنوير الفكر العام في مجالات الثقافة المتعددة وستكون هناك ثورة ثقافية لا ريب.
– قلت فيما سبق إن الأدب تربية قبل أن يكون إبداعا، كيف؟
* ما زلت أقول هذا أينما ذهبت، على المثقف أن يكون متخلقا وواعيا بما يدور حوله طبعا من أجل غرس القيم النبيلة في نفوس الناس.. الكتابة هي ترجمة لدواخل كاتبها بطريقة أو بأخرى، ونرى كما نسمع ببعض التجاوزات والمناوشات بين المثقفين أنفسهم، لذا أرى أنه من الأجدر بالكاتب أن يكون مؤدبا قبل التفكير في إنتاج الأدب.
– هل تعترف بوجود تجاوزات أو تمرد من بعض المنتمين لمجال الأدب على الأخلاق خاصة من الأسماء المشهورة؟
* طبعا هناك تجاوزات في كل المجالات، الناس أصناف وتوجهات ولكل فرد طريقته في التفكير ورؤيته للأمور. أما عن كون الاسم مشهور أو غير مشهور، فهذا لا يهم، ما يهم فعلا هو ما ينتجه الفرد وليس كم من الناس يعرفونه.

– أقصد أن هناك من يستغل شهرته للوصول إلى أغراضه الدنيئة؟
* لا يمكنني الخوض في مثل هكذا موضوع، كما لا يمكنني التحدث باسم أي شخص آخر أو عن أي اسم آخر. أنت ابنة هذا المجتمع وتعرفين جيدا ما يوجد فيه من خير
وشر، لذا لا أستبعد أي فكرة وأي احتمال كما لا يمكنني الجزم.
– ماذا تقول عن واقع الأدب الجزائري خاصة لو تمت مقارنته بنظيره في الوطن العربي؟
* الأدب الجزائري بخير والحمد لله.. هناك الكثير من الأسماء المبدعة التي فرضت وجودها عربيا، أفتخر بكل اسم تحصل على إشادات وجوائز بمجالات الثقافة عامة
والأدب خاصة، معظم المسابقات العربية الكبيرة في مجالات الأدب يتحصل عليها كتاب جزائريون، وهذا مؤشر جيد، وإن شاء الله سيكون القادم أجمل للجميع.
– ماذا تقول عن الجوائز الأدبية، وهل حقا تعطى دائما للمبدع الحقيقي لأن هناك من يتحدث عن تجاوزات في منح هذه الأخيرة؟
*سيدتي لما تكون مسابقة في دبي أو في مصر أو في أبو ظبي ويفوز بها كاتب جزائري، فهذا دليل على قوة النص ولا أظن أن لجنة تحكيم في أبوظبي مثلا ستتعاطف مع جزائريين على حساب أبناء منطقتهم..

– أقصد الجوائز الأدبية التي تمنح في الجزائر
* تحدثنا على أساس المقارنة بين الأدب الجزائري ومكانته بالنظر للأدب العربي..
عن المسابقات في الجزائر لم يسبق لي وأن شاركت، لكن الكثير من الأسماء المتوجة تستحق فعلا ما تحصلت عليه.. لا أظن أن هناك تجاوزات ومحاباة.
حاورته: حورية / ق