استقبل السيد عزوز ناصري، رئيس مجلس الأمة، الأربعاء، بمقر المجلس، سعادة السيدة روبن لين ويتلوفر، سفيرة كندا لدى الجزائر، في زيارة مجاملة شكّلت فرصة لاستعراض واقع العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها. وخلال هذا اللقاء، أكد رئيس مجلس الأمة على أهمية تعزيز العلاقات الجزائرية الكندية التي تعود إلى سنة 1964، وتتميز بحوار سياسي بنّاء وتعاون متعدد الأبعاد. كما شدد، على ضرورة الرفع من وتيرة التعاون الثنائي، لا سيما في المجال الاقتصادي، من خلال الاستفادة من مناخ الاستثمار الجديد في الجزائر، ومرافقة التحولات الاقتصادية العميقة التي تشهدها البلاد بقيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون. كما أبرز السيد ناصري، أهمية الدبلوماسية البرلمانية كأداة محورية لتعزيز التقارب والتنسيق بين الجزائر وكندا، عبر مجموعات الصداقة والتشاور وتبادل الخبرات البرلمانية، إضافة إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه الجالية الجزائرية في كندا، باعتبارها جسرا ثقافيا وبشريا لتوطيد علاقات البلدين. وفي الجانب الدولي، أبدى رئيس مجلس الأمة قلقه من الاختلالات التي تشهدها المنظومة الدولية، مشددا على ضرورة إصلاح منظمة الأمم المتحدة بما يعكس واقع العالم الجديد، ويمكّن الشعوب من إيصال صوتها ضمن مبدأ المساواة. كما جدّد دعوة الجزائر إلى وقف الإبادة في غزة وتجريم الاحتلال الصهيوني، وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. ولم يغفل عن قضية الصحراء الغربية، مؤكدا ضرورة تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير، وإنهاء الاستعمار في إفريقيا. من جانبها، عبّرت السفيرة الكندية عن تقديرها العميق للعلاقات المتميزة التي تربط الجزائر بكندا، مشيدة برصيد التعاون الذي يُعد قاعدة صلبة لتطوير الشراكة في مجالات متعددة. كما أكدت على التزام بلادها بمبادئ التعددية، احترام سيادة الدول، وتعزيز نظام دولي متناغم، مجددة موقف كندا الداعم لوقف العدوان على غزة، وتسوية النزاعات الدولية، ومنها قضية الصحراء الغربية، بما يتوافق مع الشرعية الدولية. وفي ختام اللقاء، أكد رئيس مجلس الأمة استعداد الهيئة العليا للتشريع في الجزائر لتعزيز التعاون البرلماني مع نظيرتها الكندية، عبر آليات مؤسساتية ودبلوماسية، بما يخدم مصالح الشعبين ويعزز الحضور المشترك في المحافل الإقليمية والدولية.
م. ب