رئيس لبنان الجديد يباشر مهامه رسميا من قصر بعبـــــــــدا

elmaouid

دخلت الجمهورية اللبنانية، امس الثلاثاء، في استراحة قصيرة بعد إنجاز البرلمان انتخاب الرئيس ميشال عون، في الجلسة التي عُقدت اول أمس، ليبدأ الرئيس، هذا الأربعاء، الاستشارات النيابية المُلزمة لتكليف رئيس لتشكيل أولى حكومات العهد الجديد. ويأتي انتخاب عون رئيساً للجمهورية في لبنان ليُنهي عامين ونصف العام من الشغور الرئاسي.

وكان قد عطّل نواب “تكتل التغيير والإصلاح” (كتلة عون) ونواب حزب الله جلسات انتخاب الرئيس، لينتهي الأمر بتسويات ثنائية عقدها عون مع حزب القوات اللبنانية ومع تيار المستقبل سمحت بتبني الحزبين ترشيحه وفك حلقة التعطيل عن مجلس النواب.بالمقابل استمرت اول امس الأطراف السياسية التي شاركت في التسوية التي أفضت لانتخاب عون رئيساً في إشاعة الأجواء الإيجابية بشأن تكليف رئيس “تيار المستقبل”، النائب سعد الحريري، بهذه المهمة مع وجود نيات  لدى كل الأطراف السياسية لتسهيل تشكيل الحكومة.وانطلقت هذه المواقف من “الدور الجامع لمنصب رئيس الجمهورية”، كما دعا وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال، بطرس حرب، الذي اعترض بدوره على انتخاب عون، إلى “التعامل مع الرئيس الجديد بوصفه رئيساً لكل اللبنانيين”.وفي انعكاس لقلق “تيار المستقبل” من عرقلة محاولة رئيسه، النائب سعد الحريري، تشكيل الحكومة، واصل نوابه التحذير من أنّ “أي خلل في تشكيل الحكومة ينعكس سلباً على العهد، وسيكون موجهاً ضد الرئيس عون وليس ضد تيار المستقبل”.في غضون ذلك، واصل عون تلقي التهاني المحلية والدولية بمناسبة انتخابه، وأبرزها من وزارة الخارجية التركية، التي أملت أن ينعكس انتخاب رئيس في لبنان على الأمن والاستقرار في المنطقة.يذكر انه  الجلسة رقم 46 من جلسات انتخاب الرئيس، والتي انتهت بفوز النائب، ميشال عون، بأكثرية 83 صوتاً من أصل 127 نائباً حضروا الجلسة، بعد دورتين متتاليين و4 محاولات للاقتراع. وعلى مدى أكثر من ساعة ونصف الساعة، علا صوت مطرقة رئيس المجلس، نبيه بري، مراراً خلال عملية الانتخاب التي استغرقت دورتين و4 محاولات للاقتراع، في محاولة منه لضبط مسار الجلسة التي وصفها بـ”مدرسة المشاغبين” على اسم المسرحية الكوميدية الشهيرة.وفور انتخابه وأدائه القسم الدستوري، تعهد الرئيس الجديد للبنان بـ”الولاء للأمة” وحماية الدستور والبلاد وسلامة الأراضي اللبنانية، وذلك في خطاب القسم الذي وجهه من البرلمان. وشدد عون في كلمته على أهمية تحقيق الاستقرار على مُختلف الصعد، مُعتبراً أن أول خطوات الاستقرار السياسي هي: “احترام الدستور والشراكة الوطنية، وضرورة تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني بكاملها من دون استنسابية مع تطويرها وفقاً للحاجة من خلال التوافق الوطني. كما يجب إقرار قانون انتخابي يؤمن عدالة التمثيل قبل موعد الانتخابات المقبلة”. وسبق لعون أن عطّل الحكومة بعد تعطيل مجلس النواب تحت عنوان “حماية حقوق المسيحيين وتطبيق الميثاقية”.وعلى صعيد علاقات لبنان الخارجية أكد عون التزامه بـ”ميثاق جامعة الدول العربية، واعتماد سياسة خارجية مستقلة تقوم على مصلحة لبنان العليا مع احترام القانون الدولي”. ويأتي هذا الموقف المُستجد لعون بعد اتهام سابق وجهته السعودية للبنان بـ”الخروج عن الإجماع العربي” في اجتماعات جامعة الدول العربية. وكان صهر عون، وزير الخارجية جبران باسيل، أحد أبرز وجوه هذه الأزمة.وفي الشأن السوري استطاع الرئيس الجديد، أن يوازن في خطابه بين تحالفه مع حزب الله الذي يقاتل في سورية وبين الدعوة لـ”تحييد لبنان عن الأزمة السورية”. كما شدد الرئيس على “عدم توفير أي جهد أو مقاومة في الصراع مع إسرائيل”.وربط عون بين الوضع الأمني وبين اللجوء السوري والفلسطيني في لبنان، معتبراً أنه “لا يمكن أن يقوم حل في سورية إلا بعودة النازحين، وسنعمل خلال وجودهم على منع تحول مخيماتهم إلى محميات أمنية”، وذلك في استكمال للنظرة الأمنية التي تعاطى من خلالها ممثلو عون مع ملف اللجوء في الحكومة وفي البرلمان.وعلى الصعيد الإنمائي تطرق عون إلى “اعتماد نهج اقتصادي تنسيقي بين الوزارات مع وضع خطة اقتصادية شاملة تساهم في تأمين الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي”. ووضع عون ملامح الخطة الاقتصادية التي تشمل “تكبير حجم الاقتصاد الحر من خلال استثمار الموارد الطبيعية وإشراك القطاعين العام والخاص، مع الاستثمار في الموارد البشرية في قطاع التربية والتعليم والمعرفة”. وأكد الرئيس وجوب “إرساء نظام الشفافية للوقاية من الفساد وتفعيل أجهزة الرقابة”.يذكر أن النواب الذين انتخبوا عون، ، كانوا قد مددوا ولايتهم لدورة كاملة على مرحلتين من دون الرجوع إلى الشعب، بعد توافق كل الأطراف السياسية على تأجيل إجراء الانتخابات النيابية. ويُفترض إجراء هذه الانتخابات العام المُقبل بعد إقرار قانون انتخابي جديد. وهي واحدة من أوليات العهد المُقبل إلى جانب تأليف الحكومة ومعالجة الشؤون الأمنية والاقتصادية في البلاد.وفي سياق ردود الفعل رحبت الولايات المتحدة بفتور الاثنين، بانتخاب الرئيس اللبناني ميشال عون المدعوم من حزب الله الذي تعتبره واشنطن منظمة “ارهابية”.وفي بيان شديد الحذر، اكتفت وزارة الخارجية الاميركية بـ”تهنئة الشعب اللبناني على انتخاب الرئيس ميشال عون”.واضاف بيان الخارجية الاميركية ان انتخاب الرئيس الجديد “يشكل فرصة لاعادة العمل بالمؤسسات الحكومية والعمل على بناء مستقبل اكثر استقرارا وازدهارا لجميع المواطنين اللبنانيين”.لكن المتحدث باسم الخارجية الاميركية جون كيربي عبر خلال مؤتمره الصحافي اليومي عن انتقاد شديد للدعم الذي يقدمه حزب الله للرئيس اللبناني الجديد.