تواصل جمعية الألفية الثالثة سلسلة تكريماتها للفنانين وهذا اعترافا لهم بما قدموه من أعمال فنية خدمة للفن الجزائري الأصيل. وقد سبق للجمعية ومنذ تأسيسها عام 2001 تكريم العديد من الفنانين من مختلف
ولايات الوطن من توجهات فنية مختلفة.
وسيتم أمسية السبت المقبل بالمسرح الوطني الجزائري “محيي الدين بشطارزي” تكريم الفنانين الهادي رجب ومحمد وجدي.
وللحديث بالتفصيل عن هذا الحفل التكريمي، كان لـ “الموعد اليومي” لقاء مع رئيس جمعية الألفية الثالثة الفنان سيد علي بن سالم.
* اخترتم هذه المرة تكريم الفنانين الهادي رجب ومحمد وجدي. لماذا هذين الاسمين؟
** بالتكريم الذي خصصناه للهادي رجب ومحمد وجدي تكون جمعية الألفية الثالثة قد وصلت إلى تكريم 106 فنان وفنانة منذ تأسيسها عام 2001. والأسماء التي اخترناها هذه المرة هي أسماء قدمت الكثير للفن الجزائري وقد ترعرعنا على أغانيهم القيمة. والهادي رجب يعتبر أصغر فنان عضو في فرقة جبهة التحرير الوطني الفنية، حيث التحق بها وعمره 12 سنة. ونحن مطالبون بالتعريف بهؤلاء للأجيال القادمة وأيضا محمد وجدي من الأسماء القوية التي قدمت الكثير للأغنية الجزائرية.
وسينشط هذا الحفل التكريمي عدد كبير من الفنانين المعروفين يؤدون مختلف الطبوع الغنائية الجزائرية منهم باريزة، محمد لعراف، حكيم العنقيس، فؤاد ومان، إزوران…
ولا أنسى أن أتقدم بالشكر الجزيل للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة والمسرح الوطني الجزائري “محيي الدين بشطارزي” على وقوفهما ودعمهما الدائم للجمعية لاستمرار تجسيد برنامجها الذي أنشئت من أجله.
* بما أن جمعيتكم اختصت في تكريم الفنانين وهم على قيد الحياة. لماذا لم تكرم فنانين كانوا على فراش المرض ورحلوا دون أن يحظوا بالتفاتة منكم؟
** قبل تأسيس الجمعية لم يكن الفنان يكرم في حياته. وبعد موته يتحدثون عنه في مختلف وسائل الإعلام وتكرمه عدة جهات وكنا نقول حينها “كي كان حي مشتاق تمرة وكي مات علقولوا عرجون”. وأردنا أن نعكس هذه المقولة بتأسيس جمعية تهتم بالفنان وتكرمه في حياته وتعترف له بما قدمه لصالح الفن الجزائري. وقد وفقنا في تحقيق هذا الأمر وكرمنا أغلب الفنانين قبل رحيلهم أمثال سيد علي كويرات، رشيد زيغمي، جعفر باك… ولا زالت لدينا قائمة طويلة من الفنانين سيتم تكريمهم لاحقا.
* ولماذا أنت ضد تكريم الفنان عندما يكون على فراش المرض؟
** هدفي من إنشاء الجمعية لم يكن المتاجرة بالفنانين للوصول إلى أغراض معينة، ولم يخطر ببالي يوما أن أستغل الفنان وهو على فراش المرض. وأفضل تكريم الفنان وهو بصحة جيدة ويحضر حفل تكريمه وهو سعيد يلتقي بزملائه وأصدقائه ويشعر بطعم التكريم. ولحد الآن كرمنا أغلب الفنانين الذين قدموا الكثير للفن الجزائري ولديهم مسيرة فنية طويلة وأعمال كثيرة يتذكرها جمهورهم ونذكّر بها الجيل الجديد.
* ولماذا تجاهلتم تكريم هواري عوينات رحمه الله فهو صاحب مسيرة فنية طويلة واشتهر بعدة أغنيات؟
** لا إقصاء لأي فنان من طرف الجمعية. وكل فنان قدم أعمالا فنية وخدم الفن الجزائري سيكون ضمن المكرمين، وفيما يخص هواري عوينات رحمه الله، فقد اعتزل الفن قبل وفاته ولم يكن مستقرا بالجزائر وعاد إلى أرض الوطن وهو مريض. وكما سبق وأن ذكرت جمعية الألفية الثالثة لا تستغل أزمات الفنانين لكسب شهرة أكثر أو التباهي أمام الناس، بل رسالتنا نبيلة تكمن في تكريم الفنان اعترافا له بما قدمه للفن.