في إطار الجهود المستمرة لتعزيز التكامل الإفريقي، استضافت الجزائر، السبت، الملتقى الشبابي حول “دور الشباب الجزائري في تعزيز التكامل الإفريقي” هذا الحدث الهام الذي نظمته الهيئات الدولية للشباب، سلط الضوء على أهمية تمكين الشباب في بناء جسور التعاون بين الدول الإفريقية.
وفي تصريح خص به الموعد اليومي، تحدث زيد أكرم، رئيس المركز الجزائري للاستشراف الاقتصادي وتطوير الاستثمار والمقاولاتية، عن الاستراتيجية الجزائرية في تمكين الشباب وتعزيز مكانتها القيادية في إفريقيا من خلال تعاون مستدام مع الدول الإفريقية في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية. وأكد أكرم، أن الجزائر تشهد اليوم مرحلة محورية من التحول، تتسم بالانفتاح الاقتصادي والدبلوماسي تحت إشراف القيادة السياسية. وفي هذا الإطار، تحدث عن الاستراتيجية الجديدة التي تتبناها السلطات العليا للتركيز على تمكين الشباب، حيث تعد هذه الفئة الركيزة الأساسية للنمو المستدام والتنمية المتكاملة. وأضاف أن أكثر من 70 بالمائة من تركيبة المجتمع الجزائري هم من الشباب، وبالتالي فإن استثمار الدولة في هذه الفئة هو استثمار في المستقبل. وفي هذا السياق، أشار أكرم إلى أن الحكومة الجزائرية أولت اهتمامًا خاصًا بتعزيز دور الشباب في كافة المجالات، حيث لم يقتصر هذا الدعم على التمكين الاقتصادي فحسب، بل شمل أيضا مجالات التمكين الاجتماعي والسياسي. وأوضح أن الجزائر اليوم تسعى إلى دمج الشباب في عملية صنع القرار على جميع المستويات، بما في ذلك الدبلوماسية، من خلال تعزيز العمل الجماعي بين السلطات والمجتمع المدني. كما تناول رئيس المركز الجزائري للاستشراف الاقتصادي موضوع الدبلوماسية غير الرسمية، التي تلعب فيها الهيئات الشبابية دورا محوريا في تقوية العلاقات بين الجزائر والدول الإفريقية. وأوضح أكرم، أن المجتمع المدني في الجزائر، بما في ذلك المنظمات والمؤسسات الشبابية، يعمل جنبا إلى جنب مع الدبلوماسية الرسمية لتعزيز قنوات التعاون بين الدول الإفريقية. وقال: إن الدبلوماسية غير الرسمية عبر مؤسسات المجتمع المدني تمثل أداة قوية لتوسيع آفاق التعاون، ولعب دور أساسي في تحسين مكانة الجزائر على الساحة الدولية. وبخصوص دور الجزائر في تعزيز التكامل الإفريقي، أشار أكرم إلى أهمية التعاون بين الدول الإفريقية لتفعيل الأجندات المشتركة، خاصة في ظل تزايد أهمية الاتحاد الإفريقي. وقال إن استراتيجيات التكامل الاقتصادي والاجتماعي بين الدول الإفريقية تمثل السبيل الأمثل لتحقيق الاستقرار والنمو المستدام في القارة، وهذا يتطلب تكثيف التعاون وتبادل الخبرات بين الدول الإفريقية. وفيما يخص الإصلاحات الاقتصادية التي تشهدها الجزائر، أكد أكرم أن هذه الإصلاحات، سواء في مجال الاستثمار أو المقاولاتية، لن تحقق النجاح إلا إذا تم تكاملها مع جهود الدول الإفريقية الأخرى. وأوضح أن التعاون بين البلدان الإفريقية في مجالات الاقتصاد والاستثمار يجب أن يكون محورا أساسيا في أي عملية إصلاح اقتصادي. الجزائر على استعداد تام للمشاركة في هذا التعاون وتبادل الخبرات. كما سلط أكرم الضوء على أهمية المؤسسات الناشئة في تعزيز الاقتصاد الجزائري والإفريقي، حيث أشاد بالمؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة الذي تم تنظيمه في الجزائر. وأكد أن دعم الابتكار والتكنولوجيا يعدان من المحاور الأساسية التي ستساهم في الارتقاء ببيئة الأعمال في الجزائر ودول القارة الإفريقية بشكل عام. وفيما يخص دور الإعلام الوطني، أكد أكرم على ضرورة تكاتف الإعلام المحلي مع الإعلام الإفريقي للترويج للفرص الاستثمارية المتاحة في الجزائر وإفريقيا. مشيرا أن الإعلام يلعب دورا مهما في تعزيز الوعي بفرص الاستثمار المتاحة، سواء في الجزائر أو في بقية الدول الإفريقية، وذلك من خلال تسليط الضوء على الموارد الطبيعية والبشرية التي تمتلكها القارة، والتي يمكن استثمارها بشكل أفضل من خلال تعاون مشترك”. كما أكد زيد أكرم، أن الجزائر ستواصل دعم جهود الشباب الإفريقي، وتعزيز الشراكات الاقتصادية، من خلال تبادل الخبرات وتكثيف التعاون مع الدول الإفريقية. وأوضح أن مثل هذه اللقاءات والفعاليات الشبابية تساهم في تحقيق التكامل الاقتصادي والاجتماعي بين الدول الإفريقية، وأن الجزائر تواصل السير على درب تعزيز مكانتها الريادية في القارة، من خلال تمكين شبابها ودعمه في بناء مستقبل مشترك ومستدام مع أشقائها في إفريقيا.
إيمان عبروس
