رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، صالح بلعيد، في “منتدى الموعد اليومي”: “الأمازيغية شقيقة العربية.. والحرف العربي أنسب لكتابتها”… “التيفيناغ ليس له منتوج أدبي، والفرنسية لغة أجنبية على الجزائريين”

elmaouid

الجزائر- تحدث رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، صالح بلعيد، حول الجدل القائم بخصوص الحرف الذي تكتب به اللغة الأمازيغية، مشخصا مميزات وخصائص حرف “التيفيناغ”  والعربية واللاتينية المعدلة للفرنسية، في

حين اقترح الحرف الذي يراه كباحث مناسبا للغة الأمازيغية.

وأوضح الدكتور صالح بلعيد لدى نزوله ضيفا على “منتدى الموعد اليومي”، أن “اللغة الأمازيغية تنتمي إلى أرومة اللغات الحامية السامية بمعنى أنها من اللغات العروبية؛ فاللغتان العربية والأمازيغية شقيقتان في الميزان الصرفي والاشتقاقات التي تحويها وكذا الأفعال والأزمنة والأسماء ومسميات الأشياء”،  مضيفا أن قرابة الـ 69 بالمائة من الألفاظ الموجودة مشتركة بين هاتين اللغتين.

وتابع المتحدث حديثه قائلا “هناك 5 أصوات من اللغة الأمازيغية غير موجودة في العربية، في حين أن هناك 16 صوتا  من الأمازيغية غير موجودة في اللاتينية المعدلة إلى الفرنسية”، معتبرا أنه لتجسيد هذه الأصوات يجب تعديل بعضها.

وبخصوص حرف التيفيناغ المرشح ليكون الحرف الذي تكتب به الأمازيغية، قال رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، ” اللغة لها رمز يحويها  والأمازيغية لها رمز “التيفيناغ” الذي كتبت به أول مرة، بالرغم  من أن هذا الرمز لم يكن موجودا منذ الدولة النوميدية إلى يومنا هذا، إلا في بعض الفنون والنحت على القبور، والدول البربرية كلها كانت تعمل باللغة العلمية، ولها رمز التيفيناغ في بعض الفنون ” .

واعتبر أن خط “التيفيناغ” لم يكن رمزا للدول الأمازيغية الـ 13، ولم يظهر هذا الخط كإبداع في النصوص والمؤلفات وليس له منتوج أدبي، مضيفا أن هذا الحرف له نقائصه لأنه لم يكن محل استعمال وتجربة، لكنه خير معبر عن صوت الأمازيغية، ويحتاج إلى تعديل وتطوير وهذا يعود لاجتهاد أهل الاختصاص.

وأضاف بلعيد أن تراث الأمازيغية يتوزع بين العربية والفرنسية، وهذا واقع، فالإبداعات المعاصرة احتواها الحرف اللاتيني الفرنسي، والقديمة الحرف العربي، مؤكدا أن اللغة الأكثر قبولا وتنتمي إلى شجرتها هي العربية، وتشترك في  الأصوات نفسها ما عدا خمسة، وتم تعديلها الآن، عكس الفرنسية.  

واختتم صالح بلعيد حديثه بالقول إن “الحرف الأنسب لكتابة اللغة الأمازيغية هو الحرف العربي”، داعيا أهل الاختصاص المكلفين بتأسيس أرضية لغوية للأمازيغية ” لمراعاة استمرار الحضارة واستمرار فعل الأجداد “.

عبد الرحمان. ت 

 

 

 

اللغة هي الصورة الحقيقية لمكانة المجتمع

 

أوضح رئيس المجلس الأعلى للغة العربية الدكتور، صالح بلعيد، عند نزوله ضيفا على يومية الموعد أنه من بين المشاريع التي كان سطرها المجلس الأعلى للغة العربية والتي اعتبرها كخريطة طريق يسير عليها المجلس في المدى المستعجل، هو مشروع تحسين حسن استعمال اللغة العربية في وسائل الإعلام والذي كان قد رحب به معالي وزير الاتصال والمشروع متعلق بتكوين الإعلاميين وسيصدر عن قريب في شكل كتاب بحجم 200 صفحة، وسيكون -بحسب  المتحدث نفسه- في متناول جل الإعلاميين وبالمجان وسيقوم بطبعه المجلس الأعلى للغة العربية.

 

 

المجلس قام بتأطير 23 صحفيا استقدمتهم وزارة الاتصال

 

وأضاف رئيس المجلس الأعلى للغة العربية الدكتور صالح بلعيد، أن المجلس الأعلى للغة العربية قام بتأطير 23 صحفيا استقدمتهم وزارة الاتصال عن طريق مدير ممثل الإعلام بالمجلس رفقة 3 أساتذة.

وأشار المصدر أنه رافق الصحفيين في دورتهم التدريبية وعرّف لهم  غرض المشروع بأن اللغة العربية هي الصورة الحقيقية لمكانة المجتمع أو هوية المجتمع. فإذا كانت اللغة ضعيفة فقيرة فالمجتمع فقير. فاللغة تعبر عن حال المجتمع كلما ارتقت اللغة ارتقى المجتمع والعكس صحيح، لا يرتقي المجتمع دون ارتقاء اللغة ولا ترتقي اللغة دون نقد كذلك، يضيف الدكتور صالح بلعيد، كونه قبل كل شيء باحثا في علم اللغة وقام بتقديم 5 أعمال علمية في لغة الصحافة وأشرف على أبحاث أخرى للطلبة على مستوى الماجستير والدكتوراه.

وأكد المسؤول ذاته، على أن المشروع لم يأت  هكذا بل جاء بعد رصد وتدوين عدة ملاحظات من خلالها تم تشخيص العثرات ومعالجتها بتدريج بعض المستويات اللغوية التي يجب مراعاتها، كون أية لغة لها مستويات؛ هناك المستوى الأعلى المتقعر وهو مستوى رفيع جدا موجود في كل اللغات واستعماله ليس دائما إلى جانب المستوى الأدنى، وهذا المستوى الأول سمي بالمستوى الانقباضي والمستوى الثاني سمي بخطاب الأنس ويستعمل فيه مصطلحات الحضارة المعاصرة، والمستوى الثالث سمي بلغة الصحافة، وأفاد الدكتور صالح بلعيد أن فقهاء اللغة لم يطلعوا على هذا المستوى، إلا أنه في الآونة الأخيرة ظهرت بعض الأبحاث وبعض الكتب مثلا الباحث السعودي محمد احمد المعتوق وسمى كتابه “لغة المستوى الثالث” ولكن كتابه نسبه إلى لغة الصحافة، لكن هذا المستوى الثالث أحيانا -يقول رئيس المجلس الأعلى للغة العربية الدكتور صالح بلعيد- فيه الكثير من الصدمات اللسانية التي تقلل من قيمة اللغة، ليس في مستوى اللغة بحد ذاتها ولكن في مستوى الأساليب،  ضف إلى ذلك أن هذا المستوى أحيانا لا يراعي قواعد النحو.

ودعا الدكتور صالح بلعيد الصحافيين إلى ضرورة مراعاة الذوق، وعلى الصحافي الناجح أن يرقى بلغته ولا ينزل إلى المحليات، أي الدوارج  والعاميات. دور الصحفي هو أن يرقى بالمستمع وبالمشاهد وبالقارئ إلى مستوى أعلى لترقية اللغة والوصول إلى تهذيبها إلى غاية الإبداع. واللغة الإبداعية لا تكون في الدوارج ولا في المحليات بل تكون في الفصحى، اللغة الوحيدة التي تستطيع أن تقف ندا للند أمام العولمة وأمام الدفق الإعلامي. والمستوى المنشود، يوضح رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، هو المستوى الثاني، وهو خطاب الأنس  الذي هو هذه اللغة التي هي أدنى قليل من مستوى المتقعر وأعلى من لغة الدهماء والغوغاء على حد قول الجاحظ الذي قال “لتعجبني لغة الكتّاب الذين يترفعون عن لغة الدهماء والغوغاء يترفعون لا ينزلون أبدا “.

وأشار رئيس المجلس الأعلى للغة العربية الدكتور صالح بلعيد  إلى أن “اللغة تعتمد على قناتين إذا استطعنا كسب هاتين القناتين فنكون قد كسبنا مكسبا عظيما؛ القناة الأولى وهي المدرسة التي تعمل على ترسيخ المناويل ذات العلاقة باللغة. إذن الوضع يكون في المدرسة. والقناة الثانية التي تستعمل وهو الإعلام بمختلف القنوات كونه صنف كسلطة رابعة أو سلطة السياسة أو سلطة القوة  وأخيرا ظهرت سلطة خامسة وهي سلطة الفسبكة والتوترة.

 

الجزائر تعد نموذجا في الإبداع الروائي والترجمة نتيجة الانفتاح على الآخر منذ سنة 2000

 

كشف رئيس المجلس الأعلى للغة العربية الدكتور صالح بلعيد أن اللغة الجامعة هي الفصحى، أما فيما يخص استعمال المحليات يمكن أن تكون أحيانا في بعض الخصوصيات في نقل لبعض الأحداث ذات العلاقة بين المحيطين، وتستعمل في إطار ضيق، لأن المحلية تؤدي إلى الانغلاق  ولا تكسب لنا التطور. المحلية تكسب لنا العنف سواء عنفا لفظيا أو لغويا، صناعيا، ثم لا تترك لنا باب المنافسة، مشيرا أن “أهم شيء تكون من خلاله الانطلاقة هو الكتاب المدرسي يجب أن يكون منوعا بإبداعات مختلفة جزائرية وشرقية وغربية، لا يجب أن يميل ميلا على إبداع واحد فقط، لا يجب أن ننغلق على ذواتنا  فالانفتاح الإبداعي ومعرفة  العلوم المفيدة باللغات الأجنبية شيء  جميل ولكن يجب استعمالها لترقية اللغة العربية وتطويرها”.

وأعرب الدكتور صالح بلعيد عن ارتياحه لما تعرفه حاليا الجزائر من تطور وانفتاح منذ سنة 2000 إلى يومنا هذا، وأضح أن الجزائريين يتصدرون الجوائز الأولى في مسألة القراءة والرواية، جوائز تحدي اللغة العربية، جائزة كتارا، جائزة اليونسكو لكل الجزائريين لأنهم انفتحوا على الآخر وأبدعوا، ولأن الجزائر تعيش إبداعا متميزا خاصة في الرواية الجزائرية التي أظهرت قوتها وأضحت الجزائر نموذجا في الإبداع الروائي حتى في اللغات الأخرى في الترجمة وغيرها.

زهير حطاب

 

 

بعض وسائل الإعلام “انحرفت لغويا”

استعمال “الدارجة” في الصحافة ينزل باللغة العربية إلى “الحضيض”

 

أكد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية الدكتور صالح بلعيد، خلال نزوله ضيفا على منتدى “الموعد اليومي” أن بعض وسائل الاعلام في الجزائر “منحرفة لغويا”، داعيا الصحافيين إلى الرقي باللغة العربية وعدم النزول بها الى الحضيض من خلال استعمالهم “الدارجة”.

وأوضح الدكتور صالح بلعيد أن المجلس الأعلى للغة العربية يعمل على أن تكون لغة الصحافة خادمة للغة العربية وليست محطمة لها، داعيا الصحافيين إلى الرقي بهذه اللغة الثرية وعدم النزول بها الى الحضيض من خلال استعمال “الدارجة”.

وأضاف رئيس المجلس الأعلى للغة العربية أن بعض المقامات والأحوال تستدعي أحيانا من الصحفي أن يستعمل خطابا بسيطا يدرج فيه “بضع كلمات دارجة” خاصة في حالة تناوله لظاهرة من الظواهر الاجتماعية التي تكون قريبة من المواطن مثل ظاهرة “الحرقة”، غير أن إعطاء حيز  زمني  كامل أو مساحة واسعة للاسترسال فيها فإنه يعد نوعا من أنواع “انحراف لغة الصحافة”.

وأشار الدكتور الى أن جميع البلدان لديها لغات ولهجات “دارجة” يتداولها المواطنون فيما بينهم، لكن لما يصل الأمر الى وسائل الاعلام فإن اللغة الفصحى تبقى هي لغة الأساس.

ودعا ضيف “الموعد اليومي” الصحفيين الى الاقتناع بحجم المهمة التي أوكلت إليهم من خلال خدمتهم للغة العربية، محذرا إياهم من التخلي عنها واستبدالها تدريجيا بـ”الدارجة” التي لا أساس لها.

 

تعزيز حب اللغة العربية أحسن حل للقضاء على ظاهرة “غزو الدارجة”

وفيما يخص دورها في الحد من ظاهرة “غزو الدارجة” لوسائل الإعلام، أكد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية أن هيئته تبقى “هيئة استشارية” وليس لديها أي سلطة إلزام، مؤكدا في الوقت ذاته أن المشكل لا يكمن في تحذير هذه الوسائل بقدر ما يحتاج تعزيز حب اللغة لدى الفرد والمجتمع.

كما أوضح ضيف المنتدى أن هيئته تراهن على وزارة الاتصال وسلطة ضبط السمعي البصري ومساهمتهما في وضع حد لهذه الانحرافات، كاشفا في الوقت ذاته عن مشروع جائزة مخصصة لوسائل الإعلام التي تخدم اللغة العربية.

مصطفى عمران