كشف رئيس الحركة الوطنية للأمل محمد هادف، أنه رفض 17 عرضا للتحالف من أحزاب باحثة عن دخول التشريعيات بقوائم موحدة، مؤكدا أنه تعرض لإساءات من بعضها نظير رفضه.
وأوضح أن موقفه لم يكن إلا انعكاسا لقناعة بأن الأهداف التي تعمل عليها هذه الأحزاب لا تتعدى الوصول إلى “الكرسي”، وهذا تحديدا ما يرفضه، قبل أن يضيف “لقد أُقصيت قوائمنا ورغم ذلك لم نقبل التحالف لأنها قضية مبدأ في الممارسة السياسية”.
وعبر عن مبدئه بالقول: “لقد بقيت عذريا إلى حد اليوم وأرفض أن أكون حزبا مشجعا في إشارة إلى الأحزاب التي تختبئ وراء دعم برنامج الرئيس”، وذكر أنه رفض في وقت سابق الدخول في مبادرة “الجدار الوطني” التي دعاه إليها حزب جبهة التحرير الوطني حينما أعلن عنها مردفا بالقول “أعرف الرئيس بوتفليقة قبل سعداني ومبادئي لا تسمح لي بأن أكون حزبا مشجعا”.
وتأسف محمد هادف للوضع الذي آلت إليه السياسة والممارسة النيابية بالبلاد، مستغربا كيف لم تتحدث الأوساط السياسية يوما طيلة 25 سنة من التعددية عن حقوق السياسيين والحماية القضائية لهم، مشيرا إلى أن الكثير من النواب لا يعرفون مهامهم ولا صلاحياتهم، لأنهم لا يفقهون لا في السياسة ولا في الجمهورية، لافتا الانتباه إلى طبيعة الأشخاص الذين تم ترشيحهم، حيث يكفي أن يلاحظ الفرد أن المليارديرات هم من يتصدر رؤوس القوائم.
مرشحو 2019 سيظهرون بعد عام.. والباترونا ستلعب دورها لتوسيع ثروتها
الأوليغارشية تهدد ولاة… وتعين وزراء وتنسج علاقات خارجية
أكد محمد هادف أن الغموض ما يزال يطبع ملامح استحقاقات 2019، وأن سفراء الدول الأجنبية اليوم حائرون في الرئاسيات المقبلة بالجزائر.
ويرى المتحدث أنه إذا غادر بوتفليقة الحكم، سيكون هناك رجال للسلطة بشعار “الاستقرار و الاستمرارية”، مضيفا أن مرشحي 2019 سيعلنون عن أنفسهم بعد سنة من اليوم، مؤكدا أن هذا الأخير قد يكون “جاهزا” في خزان السلطة مثلما كان الرئيس بوتفليقة عندما قدم في 1999.
وحول دور الأوليغارشية في الرئاسيات المقبلة، قال ضيف “الموعد اليومي” إنهم ماضون للدخول إلى الحكم وهم بصدد العمل على الوصول إلى الرئاسة بما يفضي إلى أن الباترونا ستلعب دورها في الرئاسيات المقبلة، فهم -حسبه- يريدون الحكم لتوسيع ثروتهم، مشيرا إلى أن عددا من الوزراء اليوم معينون من قبل الأوليغارشية، وأن ولاة هم اليوم تحت رحمة رجال أعمال يهددونهم بالطرد، و الأخطر من ذلك أن هذه الأوليغارشية دخلت العلاقات الخارجية وأصبحت تقحم فيها الاعتبارات الشخصية التي تضر بالمصلحة العليا للبلد، وأشار أيضا إلى أن بعضا من الوزراء يحضرون أنفسهم عن طريق هذه العلاقات للحصول على منصب في الهيئات الدولية على غرار اليونيسكو، وأعاب هادف على هذا النوع من العلاقة أنها تؤثر على مصالح بالبلاد من كونها متغيرة بناء على التقارب والتباعد الشخصي وليس المصلحي للدولة.
ويرى رئيس الحركة الوطنية للأمل أن الحل لمجابهة الوضع هو الديمقراطية السياسية التي ستصفيهم من خلال القواعد السياسية التي تحملها ومن خلال العدالة، وأعاب المتحدث في هذا الجانب على الدولة أنها لم تعمل شيئا ليصل النبلاء إلى الحكم.
التراشق الحاصل بين أويحيى وولد عباس تنافس محموم على رئاسيات 2019
البرلمان المقبل لن يختلف عن سابقه
حمس كانت في الحكم وصعب جدا أن تخرج منه
قال الدكتور محمد هادف رئيس الحركة الوطنية للأمل بأن التراشق الإعلامي الواقع حاليا بين الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس وغريمه في التجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى، خلال الحملة الانتخابية الجارية، ما هو إلا تنافس محموم هدفه الأساسي والرئيسي رئاسيات 2019 التي سيكون- حسبه – التنافس عليها بين الأرندي والأفلان بعد 5 ماي المقبل واضحا وجليا لكل المتتبعين.
ويرى الدكتور محمد هادف لدى نزوله ضيفا على منتدى “الموعد اليومي” بأن ولد عباس وأحمد أويحيى شخصيتان محترمتان، وأن المشاكل التي حدثت وتحدث بينهما في المعترك السياسي المتعلق بالانتخابات التشريعية كان مرجحا لها أن تقع بين هذين الحزبين بالنظر لعدة معطيات سياسية.
وأوضح المتحدث بأنه كان يتعين على أحمد أويحيى وجمال ولد عباس أن يجتنبا التراشق الإعلامي والسياسي أمام الرأي العام، لأنهم مع تبنيهم هذا النوع من الخطابات السياسية هم يخيفون الشعب ويدخلون في نفسه الشك، رغم أن العام والخاص يعلم بأن الأرندي والأفلان لديهما قواسم مشتركة وهدفهما الأساسي هو الوصول إلى الكرسي.
كما أوضح ذات المتحدث بأنه من غير المنطقي سياسيا أن يتبنى الأرندي والأفلان برنامج رئيس الجمهورية، وكل واحد فيهما يؤكد أحقيته بالدفاع عن هذا البرنامج في غياب برامج بديلة خاصة بكل حزب قائم بذاته يملك رؤية استراتيجية بعيدة المدى ويتبنى خطابا واقعيا.
وتساءل المتحدث على أي أساس أو قانون أو إحصائيات يتحدث الأرندي والأفلان، ويؤكدان للرأي العام خلال خطاباتهما في الحملة الانتخابية الجارية فعاليتها، بأنهم سيحصدان الأغلبية في نتائج تشريعيات 4 ماي…؟
من جهة أخرى، توقع محمد هادف بأن تكون 60 بالمائة من الوجوه الجديدة المشكلة للبرلمان المقبل هي نفسها الوجوه القديمة التي عمّرت لعهدتين وأربع عهدات متتالية، ناهيك عن ظهور وجوه جديدة ستكون أقلية ولن يكون لها دور فعال.
ويعتقد المتحدث بأن نواب البرلمان المقبل لن يختلفوا عن سابقيهم وسيكون دورهم رفع الأيدي وكفى، باعتبار أن البرلمان في الأساس لا يملك زمام الحكم في يديه -حسبه-، وبالتالي الأمور ستكون أغلبها شكلية لا أكثر ولا أقل.
وبالحديث عن مشاركة المرأة في المجال السياسي، نبه المتحدث إلى أن هناك الكثير من النساء في المجال السياسي لا يملكن إيديولوجيات سياسية خطيرة مثل كثير من الرجال، وبالتالي لا عجب في ذلك.
أما عن (الإسلاميين)، فتحدث الضيف في معرض حديثه عن حمس، وقال بأنها كانت في الحكم وصعب جدا أن تخرج منه، ولهذا يتوقع أن تنال عقب التشريعيات بعض الحقائب الوزارية على غرار المالية أو التجارة مثلا على حد تعبيره…
لا تنوع في الاقتصاد في ظل غياب الإنتاج والمنتوجية
أوضح رئيس الحركة الوطنية للأمل الدكتور محمد هادف، أن لحزبه نظرة ورؤية واضحة ومشروع سياسي يتماشى ويتوافق مع الواقع المعاش، ويحمل مقترحات سياسية واقتصادية من شأنها أن تخرج البلاد من حالة الركود ومن سياسة التبعية التي تشهدها الجزائر اليوم.
وأضاف ذات المصدر أنه يجب على المسؤولين السياسيين أصحاب القرار أن يفكروا طويلا في مرحلة ما بعد البترول، ويتجهوا إلى ضرورة وضع آليات للنهوض بالإنتاج والمنتوجية ثم باستطاعتهم التكلم، يقول رئيس الحركة الوطنية للأمل الدكتور محمد هادف، عن التنوع الاقتصادي، مؤكدا ألا تنوع في الاقتصاد في ظل غياب الإنتاج والمنتوجية.
وكشف الدكتور محمد هادف أن السياسة الوطنية خالية من النقاشات السياسية ولا وجود للديمقراطية الحقيقية، وألح على ضرورة أن تكون الانتخابات نزيهة كونها حق مشترك مع الشعب الذي يجب المحافظة عليه، مشيرا إلى أن الانتخابات ليست ملكا للدولة وحدها ولا السياسة أيضا هي ملك للحكومة لوحدها، بل يجب أن تكون الثقة بين الدولة والشعب مبنية على العدالة الاجتماعية.
ضرورة التخلي عن التهريج والترفيه واعتماد سياسة بناء دولة قوية
وتأسف رئيس الحركة الوطنية للأمل الدكتور محمد هادف على إصدار قانون غير دستوري يفرض على الأحزاب أن تحصل على 04 بالمائة في الانتخابات، وإلا فهي مقصية من حقها الحزبي
وهذا لا نجده إلا في الجزائر، يؤكد الدكتور محمد هادف، مشيرا إلى أن تعدد الأحزاب أمر جميل، ضاربا بالمثل فرنسا التي تملك 142 حزبا سياسيا، فالتعددية السياسية هي طريق إلى الديمقراطية الحقيقية والمنافسة السياسية في بناء دولة العدالة الاجتماعية الحقيقية، مشددا على ضرورة التخلي عن سياسة التهريج والترفيه والعمل على رسم سياسة تفتح الباب أمام كل الطاقات والإمكانيات السياسية لطرح المشاكل التي تواجه البلاد والعباد، وعرض الأفكار والحلول لتلك المشاكل واعتماد سياسة بناء دولة قوية.
الوعود الكاذبة والخيالية وراء عزوف الشعب عن الانتخاب
صرح رئيس الحركة الوطنية للأمل الدكتور محمد هادف، أن سبب عزوف الشعب عن الانتخاب
والنفور من السياسة والسياسيين هي الوعود والعهود الكاذبة والخيالية، مشيرا إلى أن أغلب رؤساء القوائم بالأحزاب أصحاب خطابات لغة الخشب بعيدون عن السياسة النبيلة، داعيا إياهم إلى تغيير خطاباتهم الوهمية والرجوع إلى الأصل وإلى العمل لزرع الثقة لدى المواطن الذي يترقب تسوية أوضاعه المزرية في بلاد ذات خيرات كبيرة تنتظر الاستغلال.