-
التلميذ أولويتنا.. والإتحاد أذان صاغية لنقل كل الإنشغالات
-
مشددًا على أهمية طرحها بشكل حضاري ومنظم.. الاتحاد يعدكم بنقل مطالبكم إلى الجهات الوصية عبر قنوات مؤسساتية وقانونية واضحة
– خلق 45 ألف منصب توظيف جديد للأستاذة سيؤدي الى استقرار بالنسبة للأساتذة والتلاميذ معا
– التحويلات وإعادة الإدماج تسير بشكل إيجابي وتقرير مفصل حول الدخول المدرسي سيرفع لوزير التربية
مع انقضاء الأسبوع الثاني من الدخول المدرسي للموسم الدراسي الجديد، تتضح معالم انطلاقة تُوصف بالـ”سلسة والناجحة”، وسط ارتياح نسبي في الأوساط التربوية والتلاميذ، في ظلّ جهود وزارة التربية الوطنية لتوفير الظروف الملائمة داخل المؤسسات التعليمية من حيث التأطير، الكتاب المدرسي، البنية التحتية، وتكييف البرامج البيداغوجية، وفي هذا السياق، قدّم رئيس الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ، سعدي حميد، قراءة شاملة لواقع الدخول المدرسي الجاري، مبرزًا أهم الإيجابيات المسجلة، وفي مقدمتها وفرة الكتاب المدرسي واستقبال التلاميذ في مؤسسات جديدة وأخرى مرمّمة، إلى جانب تعديل الحجم الساعي بما يمنح التلاميذ مساحة أكبر للراحة وممارسة الأنشطة وفي الوقت ذاته، لم يغفل المتحدث عن بعض النقائص والتحديات، لا سيما ظاهرة الاكتظاظ في بعض المناطق الحضرية الكبرى، وضرورة تسريع إنجاز المرافق التربوية مرافقةً للمشاريع السكنية الجديدة، مع التأكيد على أهمية تقنين عمليات التوسعة العمرانية بما يراعي القدرة الاستيعابية للمدارس.
تصريحات رئيس الاتحاد من خلال منتدى “الموعد اليومي” فتحت أيضًا النقاش حول قضايا التكوين، التأطير، التحويلات، محاربة التسرب المدرسي، وخطر المخدرات الذي يُهدد التلاميذ خارج أسوار المؤسسات التربوية. كما لم تفُت المناسبة دون أن يوجّه تحية خاصة للأساتذة بمناسبة اليوم الوطني للمعلم المصادف لـ5 أكتوبر، داعيًا إلى توفير ظروف عمل لائقة تحفظ كرامة المربي وتُعزز من عطائه داخل القسم
وفي هذا السياق، نوه رئيس الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ، سعدي حميد، بحُسن سير الدخول المدرسي، مؤكدًا أنه تم استقبال التلاميذ في مؤسسات تربوية جديدة وأخرى تمت إعادة تهيئتها. ولفت إلى أن الأسبوع الثاني شهد انتظامًا ملحوظًا وعودة تدريجية إلى الوتيرة الدراسية العادية، مع وفرة ملحوظة للكتاب المدرسي، ما ساهم في تيسير التعلم، كما سجل الاتحاد بعض التعديلات في البرامج، لاسيما حذف مادتي الجغرافيا والتربية المدنية في السنة الثالثة ابتدائي، وتعويضهما بساعتين إضافيتين في مادتي الإنجليزية والرياضة، وهو ما يخفف من الحجم الساعي ويمنح التلاميذ وقتًا إضافيًا للراحة وممارسة الأنشطة خارج المؤسسات. ورغم الإيجابيات، أوضح حميد أن الاتحاد لا يزال يطالب بمراجعة وتخفيف البرامج الدراسية بما يتماشى مع قدرات التلاميذ، مذكّرا بأن الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ سبق وأن نظم ثلاثة ملتقيات وطنية لمناقشة البرامج التعليمية، آخرها في أفريل الماضي، وتم خلالها تقديم مقترحات لوزارة التربية.
ظاهرة الاكتظاظ.. الاتحاد يطالب بتقنين العمران وربط المشاريع بالمؤسسات التعليمية

وعن تقييم الأسبوع الثاني من الموسم، أكد حميد أن الدخول المدرسي لا يخلو من نقائص، “فكل عمل بشري يحتمل النقائص، ولكن يمكن استدراكها”، كاشفًا أن الاتحاد سيقوم بإعداد تقرير مفصل حول الدخول المدرسي يتم رفعه إلى وزارة التربية الوطنية، بعد الانتهاء من عملية إدماج التلاميذ بشكل نهائي. وفي هذا الإطار، أثار المتحدث مشكل الاكتظاظ الذي لا يزال يُسجل في عدد من مناطق ذات الكثافة السكانية العالية، خصوصًا في الولايات الكبرى، مؤكدا أن الوزارة على دراية بالأمر وتسعى جاهدة للحد من الظاهرة تدريجيًا، ودعا بالمناسبة وزارة التربية والسلطات المحلية إلى تسريع وتيرة بناء المؤسسات التربوية، خصوصًا في المناطق التي تعرف توسعًا عمرانيا متسارعًا بفعل مشاريع عقارية ضخمة، موجهًا نداء للسلطات لتقنين هذه العملية، بحيث يُؤخذ بعين الاعتبار ضرورة إنجاز المدارس بالتوازي مع إنجاز المشاريع السكنية لتفادي تجاوز القدرة الاستيعابية للأقسام. وأشار إلى أن بعض المؤسسات في مناطق أخرى لا تعرف اكتظاظًا، حيث لا يتجاوز عدد التلاميذ في القسم 25 تلميذا، وهو الهدف الذي يسعى الاتحاد إلى تعميمه ليكون المعدل الوطني، مما يسهم في تحسين جودة التعليم.
التسيب خارج المدارس يستدعى تعاون الأسرة والمراهقون بحاجة لمرافقة دقيقة

فيما يخص التأطير البيداغوجي، أشار حميد إلى توفر الأساتذة في المؤسسات، حيث ضمنت وزارة التربية توفير التاطير اللازم بمختلف ولايات الوطن، والذي سيدعم اكثر باساتذة جدد، وخاصة مع إعلان وزير التربية الوطنية محمد صغير سعداوي، عن تنظيم أكبر مسابقة توظيف في ديسمبر المقبل تشمل 45 ألف منصب مالي، مؤكدا أن توظيف أساتذة مرسمين بدل الاعتماد على الاستخلاف سيضمن استقرارًا أكبر في العملية التعليمية، مشيرا أن هذا التاطير الذي سيكون مدروسا سيؤدي الى الاستقرار بالنسبة للأساتذة والتلاميذ معا.
في ظل ملاحظات ميدانية سجلها الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ خلال الأسبوع الثاني من الدخول المدرسي، حذّر رئيس الاتحاد سعدي حميد من ظاهرة بقاء عدد من التلاميذ خارج الأقسام، حيث يُفضّلون التجمّع أمام المؤسسات التربوية بدل الالتحاق بمقاعد الدراسة. وفي هذا الإطار، وجّه رئيس الاتحاد نداءً صريحًا إلى الأولياء، مؤكدًا أن مسؤولية مرافقة الأبناء لا تقتصرعلى الطور الابتدائي فقط، بل يجب أن تمتد إلى جميع الأطوار التعليمية، خاصة الطورين المتوسط والثانوي، حيث يعيش التلاميذ فترة حساسة من سنّ المراهقة، تتطلب اهتمامًا خاصًا ومرافقة دقيقة من الأسرة. وأوضح المتحدث أن المجتمع كلّه معني بتنشئة الجيل الصاعد، داعيًا إلى تعزيز التعاون بين البيت والمدرسة، وترسيخ ثقافة المتابعة التربوية داخل الأسر بشكل دائم وليس ظرفيًا، من أجل تحصين التلاميذ وتوجيههم نحو المسار الصحيح.
وفي سياق متصل، دعا ممثل الاتحاد، التلاميذ والأولياء إلى التعبير عن انشغالاتهم التربوية والبيداغوجية من خلال القنوات الرسمية للاتحاد، حيث اكد انه كلنا “أذنًا صاغية” لمختلف الانشغالات، سواء تعلقت بالبرامج الدراسية أو بالاكتظاظ داخل الأقسام. وأكد أن الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ يعمل باستمرار على نقل هذه الانشغالات إلى الجهات الوصية، عبر قنوات مؤسساتية وقانونية واضحة، مشددًا على أهمية طرح المطالب بشكل حضاري ومنظم.
و جدد دعوته للأولياء وأبنائهم إلى التواصل مع الاتحاد وجمعيات أولياء التلاميذ داخل المؤسسات التعليمية، والعمل يدًا بيد من أجل ضمان بيئة تعليمية صحية وآمنة، مشيرًا إلى أن الاتحاد سيواصل متابعة الملفات والانشغالات المطروحة إلى غاية الوصول إلى حلول واقعية وفعالة، تعود بالنفع على التلاميذ والمنظومة التربوية ككل.
كما أكد رئيس الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ، سعدي حميد، أن الاتحاد يواصل مرافقة مختلف العمليات المرتبطة بالدخول المدرسي، وفي مقدّمتها مرحلة التحويلات وإعادة إدماج التلاميذ، مشيدًا بفتح وزارة التربية الوطنية منصة إلكترونية خاصة بإعادة الإدماج، ما يسمح بإعطاء فرصة جديدة للمنقطعين عن الدراسة، وفقًا للشروط الموضوعية المعتمدة في المؤسسات التربوية. ودعا المتحدث مديري المؤسسات التعليمية إلى التفاعل الإيجابي مع هذه المبادرة، والعمل على إعادة أكبر عدد ممكن من التلاميذ إلى المقاعد البيداغوجية، في إطار مقاربة تربوية مرنة تهدف إلى التصدي لظاهرة التسرب المدرسي.
التكوين المهني بديل استراتيجي للتسرب المدرسي..

وفي تعليقه على الجدل المتزايد حول التسرب المدرسي، شدّد رئيس الاتحاد على أن التلميذ الذي يصل إلى مستوى السنة الثالثة ثانوي، لا يُعتبر ضمن المتسربين، بل يمتلك كامل الأدوات والفرص للالتحاق بالتكوين المهني، خاصة أن هذا القطاع بات يشهد اهتمامًا متزايدًا واحتضانًا لخريجي الجامعات. ورفض سعدي الذهنيات التي لا تزال تنظر إلى التكوين المهني نظرة دونية، مؤكدًا أن قطاع التكوين المهني يضمّ اليوم عددًا معتبرًا من الجامعيين، ويُخرج سنويًا تقنيين سامين في تخصصات استراتيجية، ما يفتح آفاقًا واعدة أمام الشباب لإنشاء مؤسساتهم الخاصة، لا سيما في ظل الدعم الذي توفره الدولة للمؤسسات الناشئة. وفي السياق ذاته، شجّع رئيس الاتحاد التلاميذ الراسبين في شهادة البكالوريا على الالتحاق بمراكز التكوين المهني، مع إمكانية إعادة اجتياز شهادة البكالوريا بصفة حرة. كما دعا التلاميذ الحاصلين على مستوى التعليم المتوسط إلى الانخراط في هذا المسار لتطوير كفاءاتهم المهنية والاندماج في سوق العمل.
وشدد على أهمية هذه الخيارات كحلول فعالة للحد من التسرب المدرسي، خاصة بالنسبة للتلاميذ الذين لا تتوفر فيهم الشروط الضرورية لإعادة الإدماج في النظام التربوي، مشيرًا إلى أن بعضهم قد يكون عرضة لمخاطر اجتماعية خطيرة في حال بقائهم دون إطار تعليمي أو تكويني.
“المخدرات” تهديد حقيقي خارج أسوار المدرسة والمرافقة تبدأ من البيت

وتوقّف رئيس الاتحاد عند ظاهرة المخدرات، محذرًا من الخطر الذي أصبح يحيط بالتلاميذ، مبرزا تصريحات وزير التربية الذي حذر من هذه الظاهرة، مشيرا انها ليست وليدة المؤسسات ، بل في محيطها وخارج أسوارها، معتبرًا أن هذه الظاهرة أصبحت تهدد فئة التلاميذ باعتبارهم الحلقة الأضعف، وشدد على أهمية تظافر كل الجهود لمحاربتها خاصة وان وسائل اغراء التلاميذ “الفئة الهشة” أضحت متنوعة وبكل الطرق. وفي هذا الصدد، نوّه بصرامة التشريعات الجزائرية التي شددت العقوبات على مروجي المخدرات في الوسط المدرسي، والتي قد تصل إلى الإعدام في حال التسبب في أضرار جسيمة أو الوفاة. واعتبر أن حديث وزير التربية مؤخرًا عن هذه الظاهرة يعكس وعيًا رسميًا بحجم الخطر المحدق بالتلاميذ. ودعا ممثل الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ إلى ضرورة الحيطة والحذر من تنوع أساليب استدراج التلاميذ نحو الآفات الاجتماعية، مطالبًا الأولياء بالقيام بدورهم الرقابي داخل البيوت، مؤكدًا أن مرافقة الأبناء يجب أن تكون دائمة. كما شدّد على أهمية مراقبة المحافظ المدرسية وما بداخلها، والانخراط في جمعيات أولياء التلاميذ للمساهمة في تذليل المشكلات التي تهدد المسار الدراسي للتلاميذ، مؤكدًا أن هذه الجمعيات شريك فاعل في الحفاظ على حقوق التلاميذ ومرافقتهم إلى غاية تخرجهم وفي ختام حديثه، شدد سعدي حميد على أهمية المرافقة الدائمة للأبناء، داعيًا الأولياء إلى الانخراط في جمعيات أولياء التلاميذ والاتحاد الوطني، والعمل جماعيا على تحصين التلميذ ومرافقته في مسيرته التعليمية، مشيرًا إلى أن الجمعيات والاتحاد ستظل في خدمة التلميذ إلى غاية تخرجه، لضمان تمدرس آمن، ناجع ومستقر.
إذا ارتاح الأستاذ.. أبدع التلميذ”.. وسنظل نرافع من أجل كرامة المربي

ومع اقتراب الاحتفال باليوم العالمي للمعلم، المصادف للخامس من أكتوبر من كل عام، وجّه رئيس الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ تحية تقدير واعتزاز إلى الأسرة التربوية، مشيدًا بدور الأستاذ المحوري في العملية التعليمية والتربوية، مؤكدا ان الاتحاد يثمّن أهمية مكانة الأستاذ في تطوير المنظومة التربوية، باعتباره حجر الزاوية في أي إصلاح حقيقي للتعليم، مبرزًا أن رعاية التلميذ وجودة أدائه الدراسي، تبدأ من راحة الأستاذ وتمكينه من العمل في مناخ مهني مستقر ومحفز. وقال في هذا السياق: “إذا كان الأستاذ مرتاحًا في عمله وفي حياته الاجتماعية، فإن ذلك سينعكس بشكل مباشر على عطائه داخل القسم، وهو ما ينعكس إيجابًا على مردودية التلميذ”.وشدّد رئيس الاتحاد على أن انشغالات الأساتذة وتحسين ظروفهم المهنية تحظى باهتمام الاتحاد، لأن كل ما يمس الأستاذ، يمس بشكل أو بآخر المصلحة العليا للتلميذ، مؤكدا أن الاتحاد يرافع دومًا من أجل توفير الأريحية اللازمة للأستاذ كي يؤدي رسالته التربوية في أفضل الظروف الممكنة. وفي سياق متصل، أعرب المتحدث عن أمله في أن يشكّل القانون الأساسي الجديد للأساتذة فرصة حقيقية للاستجابة للمطالب المشروعة لهذه الفئة، وان يكون النص التشريعي المنتظر محطة لتحسين الوضعية الاجتماعية والمهنية للأساتذة، وتحقيق مزيد من المكاسب. وختم رئيس الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ تصريحه بالتأكيد على أن الاتحاد سيبقى إلى جانب الأستاذ، داعمًا لحقوقه، ومنخرطًا في كل المبادرات الرامية إلى النهوض بالمدرسة الجزائرية من خلال تمكين العنصر البشري الأساسي في العملية التربوية، ألا وهو الأستاذ، من كل مقومات النجاح والتميز.
سامي س /ع ج
