رئيسة منتدى المرأة الجزائرية: الوعي المبكر بسرطان الثدي مواطنة ومسؤولية جماعية

رئيسة منتدى المرأة الجزائرية: الوعي المبكر بسرطان الثدي مواطنة ومسؤولية جماعية

اختتمت حملة أكتوبر الوردي2025، التي نظمتها مؤسسة منتدى المرأة الجزائرية، بشعار” الوقاية، الدعم، الشفاء، صحة المرأة إلتزام وطني”، سهرة أمس السبت، بمقر الخطوط الجوية الجزائرية.

جاءت مبادرة مؤسسة منتدى المرأة الجزائرية، بإطلاق قافلة “هذا حقي” بمناسبة أكتوبر الوردي، بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وبالشراكة مع الخطوط الجوية الجزائرية، ومؤسسات وطنية، بهدف التوعية بالكشف المبكر عن سرطان الثدي وتعزيز صحة المرأة، حيث شارك في هذه القافلة التي جابت ثمان ولايات  مجموعة من الخبراء في القطاعين الطبي والعلمي والإجتماعي.

وفي هذا الصدد، أوضحت رئيسة منتدى المرأة الجزائرية مريم شحيح، أن هذه  القافلة الوطنية كانت رحلة وعي وأمل جابت ربوع الوطن، استهدفت الطالبات الجامعيات والأسرة التربوية والطبية وجمعيات المجتمع المدني، بحيث انطلقت من العاصمة لتحط في جامعة محمد مين دباغين، سطيف02، يوم12 أكتوبر الجاري، ثم جامعة صالح بوبنيدر بقسنطينة وأحمد بن بلة، بوهران، وجامعة عبد الرحمان ميرة، ببجاية وقاصدي مرباح بورقلة، والمدرسة العليا للهندسة المعمارية والعمران، لتختتم يوم 24 أكتوبر وتعود الى العاصمة.

وأضافت أن، اكثر من عشر خبراء وطنيين من القطاعين الطبي والجمعوي شاركوا في هذه الحملة لتوعية أكثر من 50 ألف طالبة، من خلال محاضرات تفاعلية وفحوصات مجانية، وأتاحت هذه الحملة الفرصة للنساء لتبادل الخبرات والإستفادة من تجارب بعضهن البعض.

وأبرزت رئيسة منتدى المرأة الجزائرية، جهود الدولة الجزائرية من أجل مكافحة هذا المرض من خلال توسيع مراكز الكشف المبكر لجميع الولايات وتطوير البرامج الوطنية للوقاية والتوعية، الى جانب ضمان تغطية صحية وطنية مجانية.

وأشارت إلى أن ” هذه الإنجازات تجعل من الجزائر نموذجا وطنين وإنسانيا في التكفل المجاني بمرضى السرطان، وتؤكد ان صحة المرأة تبقى أولوية وطنية لا نقاش فيها.

وأكدت شحيح، أن التحدي لا يزال قائما لأن سرعة انتشار هذا المرض تتطلب مضاعفة الجهود وتسريع وتيرة الوعي والفكر المبكر، وذكرت في هذا الصدد، تجربته الشخصية، التي أثرت فيها بعمق وجعلتها تطلق حملة أكتوبر الوردي، وهي إصابة والدتها بهذا المرض، وهي الآن تكافح المرض بشجاعة وصبر.

وقالت أن ” كل امرأة تحارب هذا المرض هي مدرسة في الصبر والإرادة ونبراس الأمل لكل من حولها”.

وأضافت شحيح، “أن مؤسسة منتدى المرأة الجزائرية أمنت منذ بدايتها بأن التوعية المبكرة لا تولد من فراغ بل تنبع من الفكر والعلم، وأن الجامعة هي الحضن الطبيعي، الذي يجمع هذه القيم، فمن داخل اسوارها تتشكل العقول وتصنع القناعات وتنبثق الارادات التي تغير الواقع”.

وأبرزت المتحدثة، أنه انطلاقا من هذا ولدت شراكة صادقة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، التي احتضنت الفكرة منذ اللحظة الأولى، وفتحت أبواب جامعاتها مؤمنة بأن رسالة الحياة والوقاية هي أيضا رسالة علم وتنوير”.

وأشارت رئيسة المنتدى، إلى أن اختيار مخاطبة الطلبة لأنهم نبض الحاضر وصناع المستقبل وحملة راية التغيير، وأكدت أن “الوقاية هي أسلوب حياة وان الوعي المبكر فعل مواطنة ومسؤولية جماعية، وان كل خطوة في طريق التوعية هي في جوهرها خطوة نحو مجتمع اكثر إنسانية وحبا للحياة”.

تطرق أطباء مختصون، على هامش التظاهرة، إلى محورين رئيسيين وهي الإستيراتيجية الوطنية وبرامج الكشف والتوعية على نطلق واسع، والإبتكارات التكنولوجية وتنسيق الرعاية وأفاق البحث والتجديد.

وأكد متدخلون على أن حملة أكتوبر الوردي تساهم في  التحسيس والتوعية بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، لتجنب الوصول إلى المرحلة الثالثة للمرض، التي تؤدي إلى استئصال الثدي و أحيانا وفاة المرأة المصابة.

وتشير الاحصائيات الحديثة الى ان سرطان الثدي، هو أكثر أنواع السرطان انتشارا بين النساء في الجزائر، اذ يسجل اكثر من 14 ألف و600 حالة جديدة سنويا بمعدل إصابة 62 حالة لكل مائة الف امرأة، وهو السبب الأول للوفيات المرتبطة بالسرطان لدى النساء.

وأشارت البروفيسور حميدة قندوز، مختصة في جراحة سرطان الثدي، إلى أن نظام حياة المرأة اليوم تغير مع التحولات الاجتماعية والاقتصادية اليوم، وأصبحت الكثير من النساء متعلمات، ولهذا وجب عليها الإعتناء بصحة جسدها، وعدم اغفال القيام بفحوصات طبية مبكرة، لأنها أحسن وسيلة للوقاية.

وشددت على ضرورة التكوين المتواصل لممارسي الصحة وتحسين الحصول على العلاج، وأكدت البروفيسور قندوز على أهمية الأطباء العامون وطب النساء في اكتشاف المرض وتوجيه المريض نحو الطبيب المختص. وقالت: ” كل أملي أن نصل إلى نسبة 99 بالمائة لا استئصال للثدي”.

وقالت البروفيسور كربوعة، أن تنظيم مثل هذه الحملات التحسيسية حول المرض هو تشجيع للمرأة على اجراء فحوصات طبية مبكرة، مبرزة أهمية ابرام اتفاقية مع الجامعة في المجال البحث العلمي، لأن الجامعة تتوفر على كفاءات في المجال التكنولوجي، والتي تساعد على تطوير أجهزة  طب حديثة لعلاج الأورام السرطانية.