الجزائر- دعا الفريق أحمد ڤايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الأحد، بالجلفة، إلى الإبقاء على المؤسسة العسكرية في منأى عن “المزايدات والطموحات السياسوية”.
وخلال زيارة عمل وتفتيش قادته الأحد إلى الفرقة 12 مشاة ميكانيكية بالجلفة وتقوده هذا الإثنين إلى مقر قيادة الناحية العسكرية الأولى بالبليدة، نوه الفريق بما ورد في رسالة رئيس الجمهورية الموجهة للأمة بمناسبة الذكرى الثالثة والستين لاندلاع الثورة التحريرية المباركة والتي حيّا فيها أفراد الجيش الوطني الشعبي على الجهود التي يبذلونها في سبيل حماية البلد من كل الأخطار.
وقال “يسعدني التأكيد هنا مرة أخرى، بأن الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني الذي يمنح لحسن أداء مهامه أهمية قصوى، قد وجد كل عوامل التحفيز والتشجيع في مضمون التحية الخاصة التي وجهها له فخامة السيد رئيس الجمهورية، التي تضمنتها الرسالة التي وجهها إلى الأمة بمناسبة الذكرى الثالثة والستين لإحياء ثورة أول نوفمبر الخالدة، والتي أكد فيها على أن الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني الذي يتوجه إليه بالتحية باسم جميع أبناء الأمة، يتولى بكل حزم مهمته الدستورية في حماية حدود البلد من خطر الإرهاب الدولي والجريمة العابرة للأوطان، فلا بد من الإبقاء على هذه المؤسسة الجمهورية في منأى عن المزايدات والطموحات السياسوية”.
وذكّر الفريق ڤايد صالح للمرة الثانية بالإجراءات المتخذة لتأمين الانتخابات المحلية البلدية والولائية سواء تعلق الأمر بمشاركة الأفراد العسكريين في هذه الانتخابات كغيرهم من المواطنين، أو بخصوص التدابير الأمنية الكفيلة بتمكين الشعب الجزائري من أداء هذا الواجب الوطني في جو من الطمأنينة والأمان، حيث قال “الجزائر التي تستعد كما تعلمون جميعا لخوض غمار محطة أخرى من استحقاقاتها الوطنية الهامة والمتمثلة في انتخابات المجالس البلدية والولائية لـ23 من نوفمبر الجاري 2017”. وأضاف قائلا: “في هذا الإطار وكما أشرت إلى ذلك قبل أيام قليلة بمناسبة زيارتي إلى الناحية العسكرية الثانية، فإنني أود التذكير بل التأكيد مرة أخرى على أن واجب الأفراد العسكريين ومختلف الأسلاك الأمنية حيال هذا الاستحقاق الوطني الهام هو واجب مزدوج يتعلق الشق الأول منه بالمشاركة في التصويت، بمعية إخوانهم المواطنين توافقا مع الإجراءات المعمول بها وتماشيا مع ما تفرضه على الأفراد العسكريين موجبات المواطنة، انطلاقا من أن المواطن الصالح والواعي والمخلص والصادق، هو من يسأل نفسه دوما، ماذا قدم للوطن؟ قبل أن يسأل ماذا قدم له الوطن. أما الشق الثاني فيتمثل في السهر عبر جميع مراحل العملية الانتخابية على ضمان أجواء آمنة ومحيط مستقر وتوفير كافة الظروف المناسبة التي تكفل لإخواننا المواطنين القيام بواجبهم الوطني بكل حرية وطمأنينة وراحة بال”.
وجدد الفريق ڤايد صالح دعوة الجميع إلى “التقيد الصارم بما جاء في التعليمة الخاصة المتعلقة بهذا الاستحقاق الوطني الهام التي أصدرتُها بتاريخ 05 أكتوبر2017″، مذكرا بالجهود التطويرية والتحديثية الكبرى التي يبذلها الجيش الوطني الشعبي من أجل الرفع من قدراته، منوها بالأعمال الجليلة التي يقوم بها رفقة مختلف الأسلاك الأمنية حتى ينعم الوطن والشعب الجزائري بنعمة الأمن والاستقرار.
وقال الفريق ڤايد صالح: “فليعلم الجميع أن الجزائر المعتصمة دائما بحبل الله، والسائرة على هدى قيم ثورتها المجيدة، الساعية دوما نحو المزيد من توفير أسباب قوتها وعوامل منعتها، يحق لها ولشعبها الاعتزاز بما بلغه اليوم الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني من قوة وتطور، الذي استطاع، وهو يدرك حجم مسؤوليته وحيوية مهامه، أن يمضي على هذا الدرب ويحقق على أرض الواقع، بالفعل وليس بالقول، مكاسب عديدة وهامة”.
واستطرد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالقول: “هذا الجيش المبدئي والأصيل الذي ما كان له أن يصل إلى ما وصل إليه، سواء في الجانب التطويري والتحديثي المتعدد الأوجه، أو من ناحية النتائج الميدانية المحققة في مجال مكافحة الإرهاب، لولا تمسكه الشديد باتباع نهج وخطى أسلافه الميامين وتمسكه بقيمهم ومبادئهم، ولولا حسن استقرائه العقلاني والرصين لخلفيات التحديات الكثيرة الراهنة، ولولا استشعاره الصائب والسليم لأبعاد وأهداف الرهانات المستقبلية، التي سيعمل بحول الله وقوته وفق رؤية وتوجيهات ودعم فخامة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، على مواجهتها والوقوف لها بالمرصاد وإفشال مساعيها، وتلكم مسؤولية تحتاج فعلا إلى تضافر جهود كافة الأوفياء من أبناء الجزائر”.