أحيا عدد من الفنانين الشباب الجمعة بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي، حفلا غنائيا متنوعا جمع بين مختلف الطبوع، وذلك في إطار المبادرة التي أشرفت عليها جمعية “رحاب” من مدينة البليدة، احتفاء بيوم الشهيد
المصادف لـ 18 فيفري من كل سنة.
وانطلق الحفل على الساعة الخامسة والنصف مساء على أنغام الشعبي التي أبدع في أدائها الفنان الشاب سليم بن سيدي ادريس، الذي استهل غناءه بتوشية سيكا أتبعها بقصائد شعبية في المديح والغزل التي طربت العائلات الحاضرة بالقاعة لسماعها.
وفي المرحلة الثانية من الحفل، كانت الأنغام وهرانية بصوت شاب من البليدة مؤدي لأغاني الراي يدعى بلال الذي غنى للفنان القدير، بلاوي الهواري وبعدها أغنية “لله يا جزائر” للشاب خالد وغيرها من الأغاني التراثية الشهيرة من الغرب الجزائري.
وانتقلت القاعة بعد ذلك إلى منطقة القبائل بألحان قبائلية بهيجة من إبداع للمغنية الشابة حنان بلال التي أدت أغنية قبائلية حزينة للفنان الكبير، إيدير سالم، تحت عنوان “أخام” – التي تعني المنزل بالقبائلية – ثم أدت أغاني خاصة بالأعراس والتي تتميز بإيقاع قبائلي راقص.
الفنانان التاليان كانا بمثابة مفاجأة الحفل، حيث أن الأول هو سامي زرياب الذي غنى أشهر الأغاني العاصمية المحببة للعائلات على غرار “عزيز علي سيدي رسول الله”، “ما نحكي” وغيرها التي أضفت جوا احتفاليا مع امتزاج الزغاريد بعزف الفرقة وغناء سامي زرياب مشركا الجمهور معه، وكأنه عرس حقيقي.
أما المفاجأة الثانية فكانت من أداء شاب من البليدة ابتدأ غناءه بأغنية “كي اليوم” لفلة عبابسة، أدى بعدها جملة من أغاني الفنان القدير رابح درياسة، واختتم أداءه بأغنية “يحياو اولاد بلادي” لرابح درياسة دائما وشاركه في أدائها مجمل المطربين السابقين، ليكشف منشط الحفل للجمهور بعد ذلك أن هذا المغني البارع والمتواضع في نفس الوقت والذي يدعى أحمد سليمان، ما هو إلا رئيس جمعية “الرحاب” المنظمة للحفل.
وعلى هامش الحفل، وفي حديثنا لرئيس الجمعية قال أحمد سليمان “إن جمعية الرحاب تمتاز بكونها 100 بالمائة شبانية، وهي دائما سباقة لإحياء الأعياد الدينية والوطنية أو العالمية وترسيخ روح الوطنية لدى الشباب وصقل مواهبهم وتنميتهم ثقافيا وفكريا، من خلال الفنون سواء بالريشة أو الأنامل أو الصوت الحسن، فلكل طريقة تعبيره”، مضيفا “أن الجمعية تفتح رحابها لكل من يرغب قي تعلم الفن من الشباب”.
للإشارة، فإن جمعية “الرحاب” تدعم المواهب الشابة سواء في الرسم، السيراميك، المسرح، الموسيقى، السمعي البصري، التركيب والتقديم التلفزيوني، حسب ما ورد في العدد الأول من مجلة “الحصيلة” الصادرة عن الخلية الإعلامية لذات الجمعية.