وأنا راجع ذات ليلة من يقظتي أجر خطى الأرق المتعبة من طول السهر لمحت طيفا يحتمي بوحدته… راح فضولي يدفعني نحوه.. ولما اإقتربت منه إذا هي امرأة حبسها الحزن.. أصبت بغيبوبة مؤقتة في غرفة الإنعاش الإنساني..
قدمت نفسي بتحية مشبعة بالأمان لعله يذهب خوفها المنتبه ويعيد أمنها المتشرد…
لم تلتفت إلى وجهي.. ولكنها تعرفت لصدقي.. تنهدت وتمتمت كلمات أظنها دعوات ..
…. فقلت لها من أنت..
ترددت قليلا ثم قالت..
أنا أرملة حنان اختطفه الموت وأنا لا أزال عروسة في عقدها الثاني..
أنا امرأة نزلت بها مصائب الزمن تخترق صدرها سهام الأسى فتتفجر وتسيل أحزاني..
أنا امرأة غاب نجم بسمتها في ليلة غرقت في السواد…..
سأظل أحكي حين دللني فكان أبا وأخا ولم يكن له في مثله رجل شبيه ولا نسب..
دعوني أمجده وأكرمه فلم أجد له عوضا …حتى ولو وضعوا في كفي شمس وفي الأخرى قمر..