كشف مصدر موثوق لـ “الموعد اليومي” أن المطرب العالمي ذو الأصول الجزائرية وليام قريقا حسين، الملقب بـ “دي جي سنايك” الذي حظي، أول أمس، بشرف استقباله من طرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، يستعد لإحياء حفل ضخم بالجزائر العاصمة وبالتحديد بملعب الخامس جويلية الصيف المقبل.
وقال “دي جي سنايك” في منشور له عبر حسابه الرسمي على فايسبوك: “كان لي الشرف والامتياز أن يتم استقبالي من قبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون”، وأضاف: “شكرا على الاستقبال الحار”. وكان الحفل الكبير الذي قدمه منذ أسبوعين بستاد دو فرانس أمام أكثر من سبعين ألف متفرج عربون حب للجزائر، حيث غنى لبلده الأصلي أروع الأغاني تفاعلت معها الجماهير بكيفية رائعة، كما غنى لفلسطين وأعلن عن دعمه ومساندته لأهل غزة في مناسبات عديدة، داعيا الحكومة الفرنسية إلى اتخاذ موقف صريح في هذا الشأن. وقد تعاون الفنان الكبير مع عدة موسيقيين مشهورين مثل سكريليكس وماجور ليزر وكارين ماري أورستد وغيرهم، واحتلت تسجيلاته المراتب الأولى في عدة دول. وكان قد صرح دي جي سنايك في إحدى تغريداته في موقع تويتر أن سبب استعماله الكثير للموسيقى الجزائرية يرجع إلى كون والدته جزائرية.
وحينما يقول الفنان الأكثر سماعاً ومشاهدة في العالم: “أنا”؛ فهو يعي ما يقول، فإذا كان زين الدين زيدان حظي بشرف رسم صورته على واجهة قوس النصر بأشعة الليزر، يوم فاز بكأس العالم 1998، فإن قريقا حسين، حظي بشرف آخر، حين قاده نجاحه الملياري الباهر إلى إحياء حفل بمنصة بلاتين فوق قوس النصر.
اكتسب ذلك الشاب المولود، من أب فرنسي وأم جزائرية عام 1986، في منطقة أرمون بالضاحية الباريسية، كنية غريبة هي السنايك أو الثعبان بسبب نجاحه في الإفلات من قبضة رجال الشرطة بعد تلطيخ الجدران برسومات الغرافيتي الملونة، ومنذ تلك الفترة لم تبارحه تلك الكنية رغم حياته المتقلبة من النقيض إلى النقيض. وولد دي سنايك وترعرع في أحياء هشة بإرمون والفال دواز، وتربى على الهامش في شقة من شقق المجمعات السكانية المسماة “الهال”، ولم يكن ذلك لائقاً بحياة كريمة، فيما كان يسميه هو بالغيتوهات.
ولم يتعرف الجزائريون على أصوله سوى عندما نزل إلى ملعب القاهرة مرتدياً قميص أفناك الصحراء لمشاهدة نهائي الجزائر والسنغال في مصر 2019، ثم ليكرم بلد أمه فنياً، أنجز قبل شهر كليباً مصوراً احتفى فيه بالجزائر بعنوان “ديسكو مغرب”، محققاً 40 مليون مشاهدة في ظرف أسابيع، وبارتفاع يقدر بمليون مشاهدة يومياً، لكن علاقته بوالدته شهدت حدثاً طريفاً؛ حيث قام بحظرها في حسابه على إنستغرام، حماية لها من تنمر السلبيين والشتائم التي تطالها عندما كانت تتكفل بالدفاع عنه من التعليقات المسيئة إليه. ولم يكتف الشاب بالعمل في الدي جي، بل عمل بائعاً للأقراص المضغوطة، ليتفاجأ ذات مرة بمنتج أمريكي معجب بموسيقاه، عارضاً عليه العمل معه، فطار إلى الولايات المتحدة وحقق سنايك أول نجاح حقيقي له بعد 10 سنوات من العمل، إذ سجل كليب “تيرن داون فور وات” مشاهدات وسماعاً خيالياً تجاوز 1.1 مليار مشاهدة، حائزاً الصدارة في الولايات المتحدة الأمريكية ومبيعات بـ10 ملايين نسخة. وفتح له ذلك فرصة تقديم عرض كأول القائمة بأكبر مهرجان عالمي للدي جي في كوتشيلا بكولورادو الأمريكية أمام 300 ألف شخص، بيد أن الإعلام الفرنسي تجاهله تماماً، إلا أنه لم ينكسر، بل قال: “عليّ أن أجتهد أكثر كي أثبت نفسي للذين تجاهلوني”.
وتوالت نجاحات الثعبان بدءاً من ذلك العام وهو لا يتجاوز عمر 27 سنة، فتعامل مع كبار العالم مثل الليدي غاغا وجاستن بيبر، وتعاظمت شهرته بكليبات ذات موسيقى مدمجة ومتقنة تجمع الأنماط الغربية مثل البوب والهاوس والهيب هوب مع الديسكو والتكنو، فحققت مقطوعته “ليان أون” مع ماجور لازر نسب انتشار فلكية بـ3.2 مليار مشاهدة، أما مقطع تاكي تاكي مع سيلينا غوميز فحاز عام 2019 على 2.3 مليار مشاهدة، وجعله ذلك الانفجار يراكم الحفلات في ملاعب وساحات أمريكا وطوكيو والصين وفي شتى مدن أوروبا بحشود لا تقل عن 100 ألف نسمة في كل عرض، وشيئاً شيئاً احتل صدر مجلة فوربس للأثرياء ليحجز المركز 13 بين أغنياء الدي جي بثروة قدرت عام 2017 بـ11 مليون دولار، فيما لا يقل راتبه الشهري عن 900 ألف يورو شهرياً.
ب\ص
