وصلت إلى شراكة استراتيجية قوية جسدتها عدة مشاريع حيوية

ديناميكية غير مسبوقة في العلاقات الجزائرية-الموريتانية.. تضاعف التبادل التجاري بين البلدين بأكثر من 150 بالمائة

ديناميكية غير مسبوقة في العلاقات الجزائرية-الموريتانية.. تضاعف التبادل التجاري بين البلدين بأكثر من 150 بالمائة

تعرف العلاقات الجزائرية-الموريتانية منذ وصول الرئيس عبد المجيد تبون إلى الحكم في ديسمبر 2019، حركية كثيفة وديناميكية غير مسبوقة جسدتها الشراكة الاستراتيجية القوية التي ساهمت فيها مشاريع حيوية هامة مشتركة بين البلدين ما جعل التبادل التجاري بين البلدين يقفز إلى 150 بالمائة في ظرف وجيز جدا وهو مرشح للارتفاع نظير العديد من المؤشرات الإيجابية.

وبعد تطور لافت للعلاقات الثنائية بين البلدين والتي تجسدت في زيارات على أعلى مستوى منها 5 زيارات للجزائر أداها الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزاوني، أخرها زيارة للمشاركة في احتفاليات الذكرى الـ70 للثورة التحريرية المجيدة وتجسيد عدة مشاريع حيوية كالطريق الرابط بين البلدين تندوف وزويرات، إلى جانب منطقة للتبادل الحر وفتح الجزائر لمعرض جائم لمنتجاتها بنواكشوط، وكذا بنك عمومي بالعاصمة الموريتانية وناوذيبو العاصمة الاقتصادية لموريتانيا أصبحت الجزائر ودون منافس الشريك الإفريقي الأول لموريتانيا، لا سيما بعد تضاعف المبادلات التجارية بين البلدين إلى أكثر من 150 بالمائة في وقت وجيز، ناهيك عن فتح خط بحري بين البلدين لنقل السلع والبضائع ورغم هذا المستوى الهائل لزخم العلاقات الجزائرية-الموريتانية التي تعود إلى جذور ضاربة في التاريخ يعتزم رئيسا البلدين المضي قدما في تعزيز علاقاتهما الاقتصادية في كافة المجالات. وتشهد العلاقات الجزائرية-الموريتانية بصفة عامة منذ أربع سنوات، زخما متصاعدا على وقع إطلاق مشاريع عديدة تضع الأساس لبنية تحتية مشتركة تمهد لاستثمارات تقود إلى تكامل اقتصادي، وفق تقديرات متابعين لشؤون المنطقة المغاربية والساحل الإفريقي. وكان رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، قد دشن رفقة نظيره الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني في 22 فيفري 2024 أول معبر بري يربط البلدين الجارين، كما أعطى الرئيسان إشارة بدء العمل في طريق برية تربط بين مدينة الزويرات الموريتانية وتندوف الجزائرية، ويبلغ طوله أكثر من 700 كلم. وكانت آخر زيارة لرئيس جزائري لموريتانيا سنة 1987، حين زار الرئيس الراحل، الشاذلي بن جديد، مدينة نواذيبو الموريتانية على شاطئ المحيط الأطلسي لتدشين مصفاة نفط بها ساعدت الجزائر موريتانيا الشقيقة على إنجازها، وذلك في عهد الرئيس الموريتاني الأسبق معاوية ولد الطايع. وعلى الرغم من أن زيارة تبون المرتقبة لنواكشوط، تأتي في إطار مشاركته في مؤتمر حول “التعليم وتشغيل الشباب” إلا أن متابعين، يرون أن هذه الزيارة تحمل رسائل وتعكس حجم الاهتمام الجزائري بالشراكة مع موريتانيا في عدة مجالات واعدة للبلدين. ويرى محللون موريتانيون، أن الزيارة التي يؤديها عبد المجيد تبون إلى نواكشوط، تاريخية تريد من خلالها الجزائر التأكيد على طموحها في بناء علاقات استراتيجية مع موريتانيا، في شتى المجالات لا سيما وأن موريتانيا والجزائر بلدان جاران ويواجهان نفس التحديات بما فيها التحديات الأمنية، الأمر الذي رسخ قناعة  خلال السنوات الأخيرة لدى الجانبان بأن التنسيق والتحالف الاستراتيجي بين البلدين أصبح ضرورة. ويعتقد الكثير من المتابعين للعلاقات الجزائرية-الموريتانية أن حجم المشاريع الاستراتيجية التي أقامها البلدان  يتطلب أيضا تنسيقا أمنيا وإقليميا، وهذا ما يسعى إليه البلدان، لذلك فإن الزيارة المقررة للرئيس عبد المجيد تبون إلى نواكشوط تهدف إلى إرسال رسالة مفادها أن الجزائر حريصة على أن يستمر هذا الزخم في العلاقات ويتطور.

محمد.د