خلال مشاركته في منتدى المرصد الوطني للمجتمع المدني

دومير: وعي الشباب الجزائري جدار منيع ضد الاستعمار الرقمي وحملات تشويه الرموز

دومير: وعي الشباب الجزائري جدار منيع ضد الاستعمار الرقمي وحملات تشويه الرموز

ألقى، محمد دومير، مداخلة حملت مشاعر الفخر الوطني، لكنه في الوقت نفسه لم يخف قلقه إزاء ما أسماه “حرب الاستعمار الجديد” الذي يسعى إلى زعزعة استقرار المجتمعات من خلال أدوات حديثة وتكنولوجيا متقدمة، مستغلًا فيها الإعلام الرقمي لتشويه الحقائق وبث الفتن.

وأشار دومير، خلال مشاركته في منتدى المرصد الوطني للمجتمع المدني، إلى أن التهديدات التي تواجه الجزائر اليوم لا تأتي عبر اشتباكات مباشرة، بل عبر استخدام وسائل الإعلام الرقمي، التي يُوظفها أعداء الجزائر لاستهداف نقاط الضعف في المجتمع الجزائري والإفريقي، وخاصة من خلال الفضاء الافتراضي. وأوضح أن هناك حملة ممنهجة لتشويه الرموز التاريخية الوطنية والإساءة إلى الشهداء، مما يعكس محاولات يائسة للنيل من الهوية الجزائرية. وأكد دومير، أن الشباب الجزائري بات واعيًا ومدركًا لهذه التحديات، وأصبح يتحمل مسؤولية الرد والتصدي للهجمات الرقمية. وأضاف قائلاً: “الشباب اليوم يتواجد على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من الكتب والمحاضرات، مما يعكس الحاجة الملحة لتحصينه ضد الأخبار الزائفة والمعلومات المغلوطة”. وذكر دومير، أنه كفرد جزائري بادر إلى المشاركة في صناعة محتوى تاريخي على المنصات الرقمية، ليكشف الحقائق ويصحح المغالطات التاريخية التي تهدف إلى تقسيم المجتمع الجزائري. وأشار دومير إلى أن هناك أطرافًا أخرى انضمت إلى هذه الحرب الرقمية، متجاوزة الاستعمار التقليدي الذي كان يقتصر على الاحتلال العسكري، لتسهم في حملة تشويه تطال حتى الرموز والشهداء، وهو أمر غير مسبوق ولم يكن يتخيله يومًا. وعبّر عن دهشته وحزنه من هذا النوع من الهجمات غير المألوفة، مما يدفعه للتركيز على دور الإعلام الرقمي في الحفاظ على التراث وتثقيف الأجيال الجديدة بتاريخ بلادهم المجيد. واختتم دومير حديثه، بالدعوة إلى تعزيز الحصانة الفكرية لدى الشباب من خلال العمل المستمر على نشر المحتوى التاريخي الصحيح عبر منصات التواصل الاجتماعي، مؤكداً أن “الجدار الذي سيحمي الجزائر من هذه الهجمات هو وعي شبابها وإيمانهم العميق بتراثهم وتاريخهم الوطني”.

محمد بوسلامة