الجزائر الجديدة، الجزائر البيضاء، قبلة الثوار، بوابة إفريقيا، كلها أسماء رفرفت هاتفة بها صحف العالم آنذالك ووكالاتها لما نال الشعب الجزائري مراده من الثورة المجيدة ألا وهو: الاستقلال والحرية. في 05 جويلية من عام 1962 نالت الجزائر استقلالها بدم شعبها الذي ضحى بكل ما لديه من أجل فك كأس الحرية من يد شاربه «المستعمر الفرنسي» وفعلا كان ذلك حين أرغمت فرنسا على الاعتراف بدولة إسمها الجزائر …لكن الجزائر واجهت غداة الاستقلال تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة نتيجة للإرث الاستعماري.
دعم بناء مؤسسات الدولة:
عملت الجزائر على بناء قاعدة صناعية وتنموية، بدعم من الدول العربية، بهدف تحقيق الاستقلال الاقتصادي والتقليل من التبعية للخارج.
استفادت الجزائر من الخبرات العربية في بناء مؤسسات الدولة ووضع الخطط التنموية.
بشكل عام، يمكن القول أن الدعم العربي كان له دور فعال في مساعدة الجزائر على تحقيق استقلالها وتأسيس دولتها، وتجاوز تحديات بناء مؤسسات الدولة وتنميتها بعد الاستعمار.
الدعم المالي والتقني:
قدمت العديد من الدول العربية مساعدات مالية للجزائر، مثل المملكة العربية السعودية التي قدمت تبرعات مالية كبيرة، بالإضافة إلى تخصيص جزء من إيرادات الحج لدعم حرب التحرير. كما قدمت مصر وسوريا ودول عربية أخرى مساعدات مالية وعينية.
الاتحاد السوفيتي ودول الكتلة الشرقية:
قدمت هذه الدول مساعدات مالية وتقنية للجزائر في إطار دعمها للحركات التحررية.
الصين وتركيا: قدمت الصين وتركيا مساعدات مالية وتقنية للجزائر بعد استقلالها، خاصة في مجال البناء والتشييد.
لسد الفراغ.. الاستعانة بمتعاونين فنيين من الدول العربية الشقيقة
شكل الدخول المدرسي بعد الاستقلال بثلاثة أشهر أكبر تحدّ للجزائر، بحكم نقص الأموال والأساتذة.. فكل الفرنسيين غادروا والذين بقوا تم إيقاف رواتبهم ، فقد قامت الجزائر باستدعاء كل جزائري يعرف القراءة والكتابة للمشاركة في عملية التدريس ومحو الأمية التي تركتها الإدارة الاستعمارية والتي خلفت 99 بالمائة أمي.
خرج الاستعمار من الجزائر غداة الاستقلال تاركا الاقتصاد الجزائري والمصالح الاجتماعیة والإداریة دون إطارات كفؤة، لهذا كانت الحاجـة كبیرة إلى إطارات في كل التخصصات والمستویات، وكان على المدرسة الجزائریة سد هذا الفراغ إضافة إلى الفقر والحرمان، حيث لبى بعض الجزائريين الذين يحسنون القراءة والكتابة نداء قيادة الثورة لتعليم الجزائريين، كما تم الاستعانة بأشقاء عرب مصريين وسوريين وعراقيين.