من مقاصد الشريعة الإسلامية مقصد حفظ النفس وقد جعله الشارع من المقاصد الضرورية لحفظ أنفس جميع الناس ، والمتأمل بين وقت وآخر تنتشر الأمراض المعدية وظهر مؤخرا فيروس كورونا “COVID-19” ، ولذا فإعمال مقصد حفظ النفس في الإسلام هو وقاية من هذا الوباء وعلاج عند وقوعه ووسائل الوقاية كثيرة ومن وسائل حفظ النفس وسيلة للوقاية وأخرى للعلاج: المكث في البيوت “وقاية” والحجر الصحي “علاج”.
فعن عقبة بن عامر قال : قلت يا رسول الله ما النجاة ؟ قال أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وآبك على خطيئتك” سنن الترمذي وليسعك بيتك ، أمرا بالقرار فيه ، والواسع : ضد الضيق وفي رواية أخرى عن أهمية العزلة عند الضرورة ما جاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قيل يا رسول الله أي الناس أفضل ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله . قالوا ثم من ؟ قال : مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله ويدع الناس من شره صحيح البخاري وفي زيادة عن عقبة بن عامر قال لقيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لي : يا عقبة بن عامر صل من قطعك وأعط من حرمك واعف عمن ظلمك قال: ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: “يا عقبة بن عامر ،ملك لسانك وابك على خطيئتك وليسعك بيتك”.
وبالقياس أن العزلة في وقت انتشار الأمراض المعدية تكون أفضل حرصا على حياة النفس وحياة الآخرين خاصة إذا كان المرض لا يظهر في خلال عدة أسابيع على الشخص المريض، فقد تكون مريضا تتسبب في الإضرار بالآخرين، أو غيرك مريض يتسبب في الإضرار بك. لذا في وقت انتشار الأوبئة يكون الاعتزال أفضل. لقد سبقت الشريعة الإسلامية الغرب فيما يعرف بالحجر الصحي على المريض فعن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أنه سمعه يسأل أسامة بن زيد ماذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم في الطاعون ؟ فقال أسامة : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم “الطاعون رجس أرسل على طائفة من بني إسرائيل أو على من كان قبلكم فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه”.